يتهيأ الحزب الديمقراطي الكردستاني لاستدارة بعد أن توضح له فشل الرهان على حليفه التيار الصدري، ومن المرتقب القيام باستئناف الحوار مع الاتحاد الوطني الكردستاني للتوصل إلى اتفاق بشأن رئاسة الجمهورية.
ونشرت صحيفة العرب اللندنية تقريراً حول محاولة الحزب الديمقراطي الكردستاني لاستئناف الحوار مع الاتحاد الوطني الكردستاني فيما يخص موضوع رئاسة الجمهورية، وقالت فيه: تغير خطاب الحزب الديمقراطي الكردستاني في الآونة الأخيرة حيالا منافسه الاتحاد الوطني الكردستاني، متأثرا بشعور كبير حول عدم جدوى الرهان على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي أظهر عجزاً على مجاراة خصومه من الإطار التنسيقي، والتمسك بسياسة الهروب إلى الأمام.
وأشارت الصحيفة أن أوساط سياسية عراقية ترى إن قيادات الحزب الديمقراطي باتت على قناعة بأن غلق الأبواب أمام فرص التفاهم مع الاتحاد الوطني لم يعد ذا جدوى، بعد أن توضح لها أن الرهان على الصدر قد لا يحقق أهدافها.
وتابعت الصحيفة أن سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني، رجح الاثنين عقد اجتماع مع الاتحاد الوطني لمناقشة مسألة رئاسة الجمهورية، غير مستبعد إمكانية حدوث تغيير في موقف الحزب بشأن هذا الملف الخلافي.
وقال ميراني في تصريحات صحافية “قد يحصل اجتماع قريب بين الديمقراطي والاتحاد على مستوى المكتب السياسي ومن المحتمل أن يجلس الرئيس مسعود بارزاني مع بافل طالباني كعم مع ابن أخيه، وليس بالصفة الحزبية”، مشيرا بالقول “حتى اللحظة نحن مصرون على منصب رئاسة الجمهورية، إلا أن كل شيء قابل للتغيير”.
وتعكس تصريحات ميراني انقلابا واضحا في موقف الحزب الكردي الذي يقوده مسعود بارزاني من منصب رئاسة الجمهورية، حيث كان لوقت قريب يعتبر أن استحواذه على هذا المنصب أمر في غاية الأهمية.
وسعى الحزب الديمقراطي لاستثمار النتائج التي حققها في الانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي لتوسيع حلقة سيطرته على أهم المناصب الكردية بما يشمل رئاسة الجمهورية في العراق.
وعمد الحزب الديمقراطي بداية إلى ترشيح وزير الخارجية والمالية الأسبق هوشيار زيباري، قبل أن يتراجع عن ذلك بعد صدور قرار قضائي بعدم إمكانية ترشح الأخير للمنصب أو أي مناصب عليا أخرى في ظل تهم فساد تلاحقه.
وفي موقف لا يخلو من إصرار على الحصول على غايته عمد زعيم الحزب إلى الدفع بمرشح آخر هو وزير داخلية الإقليم ريبر أحمد.
لكن حسابات الحزب الديمقراطي وزعيمه سقطت أمام ضعف إدارة التيار الصدري للعملية السياسية، والقوة التي أظهرها الطرف المنافس أي الإطار التنسيقي الذي عمل خلال الفترة الماضية على زيادة الضغط على الصدر وحشره في زاوية ضيقة.
وتقول الأوساط السياسية إن زعيم الحزب مسعود بارزاني، بات على قناعة بأن الاستمرار في الرهان على الصدر سيؤدي إلى خسارة فرصة ترجمة النتائج الانتخابية التي حققها، وأن إغلاق أبواب الحوار مع الاتحاد الوطني حول رئاسة الجمهورية لم يعد في صالحه، لاسيما وأن تداعيات هذه الأزمة باتت تؤثر على ملفات أخرى داخل كردستان العراق ومنها الاستحقاق التشريعي المرتقب في الإقليم، وحتى ملف النفط والغاز.