باتت فرنسا تبحث جدّياً بإنشاء تكتل سياسي جديد في أوروبا يسمح بتسوية معضلة توسيع الاتحاد الأوروبي وموضوع الانضمام السريع جدًا للاتحاد التي تُقلق عدة دول، مُستثنياً تركيا التي فقدت هذا العام أيّ أمل لها بالانضمام إلى بروكسل.
وكان قد طُرح مشروع اتحاد سياسي أوروبي في العام 1989 بعد سقوط جدار برلين، وفشل فيما بعد. غير أن الفكرة عادت لتُطرح بعد ثلاثة عقود في إطار الحرب في أوكرانيا ومعضلة عملية توسيع الاتحاد الأوروبي.
ومن جديد يوم الاثنين طُرح المشروع في خطاب ألقاه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اقترح فيه تأسيس “مجتمع سياسي أوروبي” يُقدّم للدول الراغبة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي “شكلًا آخر من التعاون وقد يسمح هكذا مشروع، التي ما زالت ملامحه غير واضحة للدول الأوروبية الديموقراطية المؤيّدة للنظام الأوربي، بإيجاد مساحة جديدة من التعاون السياسي والأمن.
ووفق إيمانويل ماكرون، فأن الانضمام إلى هذا المجتمع الجديد لن يكون بأي حال من الأحوال حكمًا مسبقًا على العضوية المستقبلية في الاتحاد الأوروبي، ولن يكون مغلقًا أمام الذين تركوا الاتحاد الأوروبي.
ومُستثنياً تركيا أيضاً التي فقدت هذا العام أيّ أمل لها بالانضمام إلى بروكسل، مضيفاً أنّ الدول المدعوة للانضمام إلى هكذا مجموعة هي أوكرانيا ودول أخرى مثل البوسنة والهرسك التي قد لا تنضم إلى الاتحاد الأوروبي قبل عقود.
ويقدم التكتل الجديد المُقترح فرصة لأخذ الوقت اللازم للدول غير المستعدّة، لتستعدّ، على الرغم من أنها قد تزيد من تعقيد عمل المؤسسات الأوروبية.
وتُعدّ عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مفترق طرق للدول المرشحة للانضمام والتي يجب أن تتسلح بالصبر قبل الوفاء بالمعايير المطلوبة، في الوقت الحالي، خمس دول مرشّحة رسميًا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهي ألبانيا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو وصربيا وتركيا، فيما البوسنة والهرسك وكوسوفو مرشّحان محتملان. وانضمّت إليهما أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا، وجميعها قدّمت طلبات انضمام إلى الاتحاد في أعقاب بداية العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا.
ويذكر أن المشروع مستوحى من مقترح للرئيس فرانسوا ميتيران في العام 1989 حين تمنّى، بعد سقوط جدار برلين، بجمع كلّ دول القارة الأوروبية داخل اتحاد. غير أن الطرح الذي رُحّب به في بادئ الأمر، لم يرَ النور.
مشاركة المقال عبر