مركز الأخبار _ فوكس برس
تستمر الحكومة التركية ببناء المزيد من القرى والوحدات الاستيطانية في «عفرين، رأس العين / سري كانييه، تل أبيض، إعزاز، جرابلس وغيرها من المناطق في الشمال السوري، لتوطين المهجرين من مختلف مناطق النزاع في سوريا.
وتشرف على تنفيذ هذه المستوطنات منظمات قطرية – فلسطينية – كويتية، بحجج ومسوغات تحت مسميات “إنسانية” بهدف ترسيخ التغيير الديموغرافي.
مشاريع الاستيطان في مدينة عفرين بلغت مرحلةً متقدمة جداً، ومقابل تهجير نحو 300 ألف مواطن من أهل عفرين تم توطين أكثر من نصف مليون من مناطق سوريّة أخرى. وفيما كانت نسبة الكورد في عفرين تتجاوز 95% أصبحت أقل من 25% بعد السيطرة التركية على المدينة.
عودة مليون سوري طواعية
كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تحضير أنقرة لمشروع يتيح العودة الطوعية لمليون سوري تستضيفهم تركيا إلى بلادهم “بدعم من منظمات تركية ودولية”.
الترويج التركي حول عودة اللاجئين السوريين إلى بلداتهم، يطرح استفسارات هامة للغاية ويكشف التناقض حول تصريحات أردوغان، فإن كان السوريون يعودون إلى بلداتهم فما الداعي للمشاريع السكنيّة والمستوطنات التي تبنى على قدم وساق في مناطق بعيدة عن مدنهم..؟!
فبينما تعتبر مناطق كـ “عفرين” غالبية سكانها من الكورد والذين جرى تهجيرهم بفعل العملية العسكرية التركية “غصن الزيتون” مطلع عام 2018، إضافةً إلى أن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا ينحدرون من مدن دمشق وحمص وحماه والعديد من المحافظات السورية، إذاً فأي عملية إعادة للاجئين إلى مناطق غير مناطقهم يعتبر تغيييرًا ديمغرافيًا وهو عكس ما تروج له حكومة أنقرة أنها تسعى لعودة السوريين لبلداتهم، فتركيا تريد تغيير هندسة المدن في الشمال السوري عبر توطين هؤلاء اللاجئين في رأس العين وتل أبيض بعد تهجير أهلها من منها خلال عمليات عسكرية سابقة ضدهم.
أولى عمليات التغيير الديمغرافي في عفرين
ومع سيطرة تركيا على مدينة عفرين في آذار / مارس 2018 نشرت قناة TRT التركية الناطقة بالعربية خبرًا أن اسطنبول تحتضن حفل وداع لعائلات سورية قررت العودة إلى عفرين، حيث بدأت تركيا أولى تدعيم عمليات التغيير الديمغرافي في مدينة عفرين وما رافقها ذلك على الأرض مباشرة، من خلال الترويج والإيحاء للعالم أن هؤلاء هم سكان عفرين الأصليين، ولكن في الحقيقة وبالتزامن مع هذا الطرح فإن أكثر من 300 ألف مدني كوردي كان قد أُخرج عنوة من منازلهم وقراهم تحت ضربات الطيران التركي الذي لم يكن يتوقف للحظة وما رافقها من عملية إبادة ممنهجة على مرآى العالم بأسره ليتم توطين عوائل من محافظات أخرى.