طغت لهجة الانتصار على تغريدات السعوديين على موقع توتير خلال حديثهم عن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبلادهم.
وكانت صورة تجمع بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأردوغان، بدا فيها الأخير منحنيا أمام ولي العهد، أكثر الصور تداولا على الموقع. وعمل مغردون على دراسة لغة جسد أردوغان. وكتب مغرد:
لغة الجسد تشرح كل شيء، قلنا لكم سيأتي راكعا في قصر اليمامة يطلب الصفح والعفو والتجاوز، ولكن صادف تواجد خادم الحرمين وولي عهده الأمين في جدة حدوث ذلك في قصر السلام #أردوغان_في_السعودية #أردوغان #محمد_بن_سلمان.
وتصدر هاشتاغا #أردوغان_في_السعودية و#السعودية_العظمى الترند على تويتر، بالإضافة إلى هاشتاغات أخرى على غرار #أردوغان و#الرئيس_التركي، وكان لافتا غياب هاشتاغ ترحيبي بالرئيس التركي، وهو ما يحدث عادة عند زيارة رئيس دولة إلى السعودية.
وغرد الإعلامي فهد الأحمدي:
•اردوغان في ٢٠١٧ : السعوديين سيأتون الينا
•اردوغان في ٢٠٢٢ : يذهب الى السعودية
ارفع راسك انت سعودي
فوق هام السحب ياوطني الغالي
ويعتبر مغردون أن أردوغان بزيارته للسعودية بعد انتظار دام شهرين للموافقة “أذعن”، مؤكدين أن بلادهم لا تخضع للابتزاز وأن أردوغان عاد صاغرا وقدم تنازلات. وتواصل تركيا تقديم التنازلات بهدف تحسين العلاقات مع دول خليجية ومصر.
وعنون مغرد الزيارة بالقول:
أردوغان_في_السعودية طالبا الرضى.. والرياض تقول له: عفا الله عما مضى.
وقال الأكاديمي السعودي تركي الحمد إنهم في بلادهم “يسامحون، لكن لا ينسون”. وكتب في سلسلة تغريدات:
لا شك في انه في العلاقات بين الدول لس هناك صداقات دائمة أو عداوات دائمة، هي المصالح فقط. وزيارة أردوغان للسعودية تأتي في هذا السياق، فقد كان لديه، أو ظن أن لديه اوراقا سياسية يمكن أن يلعبها للضغط على سعودية ما بعد 2017، ولكن كلها باءت بالفشل، وخاصة ورقة الاخوان وورقة خاشقجي، و”التبشير”، بل التهديد بزوال دول الخليج، وغيرها من أوراق. بزيارته للسعودية، يعلن أردوغان نهاية حقبة التهديد والوعيد، ورفع راية “الصلح خير”، وهذا أمر يحسب له ولحكمته السياسية، بعد ما عانته بلاده من صعوبات اقتصادية بمناكفة السعودية.. أما السعودية الجديدة، سعودية الملك سلمان والامير محمد بن سلمان، فهي لم تعادي احدا، وهي اليوم تستقبل أردوغان بصدر رحب وفتح صفحة جديدة في العلاقات، ولكن كأني اسمعها تهمس في اذن أردوغان: مرحبا بك ضيفا، ولكن تذكر دائما أننا نسامح ولكننا لا ننسى، ومن لا يستفيد من تجاربه فهو أحمق..
وغرد الإعلامي عبدالرحمن الروقي:
منذ 2017 سعى أردوغان باستخدام كل الأدوات والأساليب لإزاحة السعودية من مكانتها كقائد للعالم الإسلامي واليوم يعود منكسراً و راضخاً للأمر الواقع الذي وهبه الله لهذه البلاد من مكانة دولية عظيمة و راسخة طالباً منهم العفو والصفح عن الماضي.. رحلة انتصار سعودية تُسجّل في التاريخ.
وحذّر مغردون سعوديون في المقابل من الاندفاع في العلاقات مع تركيا، مؤكدين أن أردوغان لا يؤمن له جانب، مطالبين باستيعاب الدرس. وغرد متفاعل:
والله لو يتعلق بستار الكعبة.. لا آمنه ولا أستأمنه. قاصداً أردوغان.
في المقابل عمّ الصمت حسابات الإخوان الذين سبق أن تلقوا صدمات متتالية مع تقديم تركيا تنازلات متسارعة للسعودية، آخرها “إغلاق ملف” قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في تركيا عام 2018، وذلك بإحالته إلى السعودية.
وحاولت أنقرة ابتزاز الرياض ومساومتها بقضية خاشقجي. ووظّف النظام التركي تغطية وسائل الإعلام الناطقة بالعربية في شنّ حرب علاقات عامة على السعودية، حيث وجهها لتحقيق غايات سياسية بحتة، أبعدت الإعلام عن قيم المصداقية والحياد التي من المفترض أنه يرتكز عليها بمختلف تغطياته الإعلامية. وقد نجح التكتيك في إبقاء الاهتمام الدولي منصبا على قضية خاشقجي، قبل أن تصبح القضية كارتا محروقا وينفض اهتمام العالم من حولها.
ومثل المغردون السعوديون الرقم الصعب في حرب إلكترونية استعرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وقودها تغريدات وهاشتاغات نزلت فيها تركيا بثقلها عربيا من أجل الترويج للوجهة التركية كـ”مركز جديد للخلافة”، مع إصرار أردوغان على سياساته التوسعية، معتمدا في ذلك على أنصار التيار الإسلامي الذين ينصبونه “خليفة للمسلمين”.
ويؤكد معلقون أن تركيا لديها مشروع للهيمنة والنفوذ يشابه مشروع إيران في غايته، لكنّهما يتباينان في الأدوات وطريقة التنفيذ. وإن استخدمت إيران الطائفيّة عبر ميليشيّاتها، فتركيا استخدمت أدوات أخرى أهمها الإسلام السياسي ممثّلا في تنظيم الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى السياحة والدراما.