أثارت تفاصيل التحقيق الاستقصائي والفيديو الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، والذي كشفت فيه “جريمة حرب” نفذها عناصر من قوات الحكومة السورية في حي التضامن في العاصمة دمشق عام 2013، موجة غضب كبيرة بين السوريين والفعاليات الثورية والمعارضين، الذين طالبوا المجتمع الدولي بـ”محاسبة النظام السوري على جرائمه الفظيعة بحق المعتقلين”.
ونشرت الصحيفة يوم الأربعاء 27 نيسان الجاري، مقطع فيديو يُظهر قيام عناصر من مرتبات الفرع 227، أو ما يعرف بـفرع المنطقة من جهاز المخابرات العسكري في قوات الحكومة السورية، بعمليات إعدام جماعية لمدنيين في حي التضامن جنوب العاصمة دمشق. كما أظهر قيام عناصر من قوات الحكومة السورية بتكويم الجثث فوق بعضها وحرقها.
وتظهر اللقطات التي تم الكشف عنها حديثاً، مذبحة ارتكبت في حي التضامن جنوب دمشق في أبريل 2013، حيث تم إلقاء القبض على مجموعات من المدنيين، وكانوا معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي، وساروا نحو حفرة الإعدام، غير مدركين أنهم على وشك أن يقتلوا بالرصاص.
وندد السوريون بهذه الجريمة التي ارتكبت وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عنها، وفي هذا السياق قال مجلس سوريا الديمقراطية “هذا المشهد يُعيد إلى أذهاننا عشرات المجازر التي ارتكبت بحق السوريين ومن قبل مختلف أطراف الصراع، والتي لم تتم معاقبة مرتكبيها إلى الآن كمجزرة طريق الـ M4 حيث تم تصفية السياسية وصانعة السلام هفرين خلف بدمٍ بارد وبكل وحشية مع سائقها ومرافقيها، وأيضاً جريمة التمثيل بجثة بارين كوباني وقطع أوصالها أمام الكاميرات. ما يجمع هذه الجرائم هو قدرة مُرتكبي الجريمة على النظر إلى الكاميرات بكل جرأة وثقة وكأنهم لا يخافون من العقاب لأن هنالك من يحميهم ويدفعهم لارتكاب هذه المجازر”.
وأضاف المجلس في بيان: “نحن في مجلس سوريا الديمقراطية؛ نعبر عن أسفنا من هول المشاهد التي تم نشرها لمجزرة حي التضامن، ونطالب بمعاقبة المتورطين وإحالتهم إلى العدالة، كما ندعو إلى تشكيل لجان للتقصي عن الجرائم المرتكبة بحق السوريين، فإن كانت بعض المجازر قد ظهرت للعلن فحتماً هناك عشرات المجازر التي لم يتم توثيقها في السجون وخلف الأبواب الموصدة، ويجب تقديم جميع المتورطين في ارتكاب هذه الجرائم إلى العدالة”.
وأكد أنه لا يمكن الوصول إلى حل سياسي شامل إن لم يتم معاقبة مجرمي الحرب، مع بيان مصائر المفقودين والمعتقلين. وقال مختتماً: “لا يمكن بناء وطن يقوم على المواطنة الحقة وتكون فيها الهوية السورية هي الهوية الجامعة والعليا لنا جميعاً إن لم يتم إدانة أي جرم وخاصة الصادر من بواعث طائفية أو قومية أو دينية”.