استعاد حزب الله نشاطه الاستعراضي في إحياء فعاليات يوم القدس العالمي. فبعد سنتين على وقف مثل هذه الاحتفالات والتجمعات، بسبب تفشي وباء كورونا، استأنف الحزب تنظيم الاحتفالات. وهذه السنة أعطيت المناسبة بعداً “موحداً” من طهران إلى بغداد وغزة واليمن مروراً بضاحية بيروت الجنوبية.
في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية تجمع مناصرو حزب الله، وشاهدوا عروضاً عسكرية ببزات جديدة، وقد سار مجندو الحزب حاملين مجسماً للمسجد الأقصى فوق أكتافهم، محاطاً بالأعلام اللبنانية، إلى جانب عروض موسيقية وأناشيد للمناسبة، فيما المواقف السياسية التي أطلقها الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، كانت في غاية الوضوح، وتتماهى مع مواقف مختلف الشخصيات التي شاركت في إحياء الفعاليات بالبلدان الأخرى المذكورة، والتي جرى خلالها انتقاد مواقف الدول العربية ولا سيما دول الخليج.
رسالة إلى إسرائيل
وأكد نصر الله الجهوزية الكاملة لاحتمال قيام الإسرائيليين بتوجيه أي ضربة لمحور المقاومة أو لحزب الله في لبنان، خصوصاً أن الإسرائيليين يستعدون للقيام بمناورات شاملة لمدة شهر خلال أيار بالتزامن مع الانتخابات. وقال نصر الله: “إن أي عدوان إسرائيلي سيتم الرد عليه سريعاً ولن يسمع أحد كلمة انتظار حق الرد في الزمان والمكان المناسبين”.
وجه نصر الله رسالة مباشرة إلى الإسرائيليين قائلاً: “إن المناورات لا تخيف حزب الله ولكن تدعوه إلى الحذر”. واعتبر أن الإسرائيلي قد يرتكب حماقة معينة من خلال اغتيال شخصية أو ضرب هدف، وحزب الله سيكون في حالة جهوزية كاملة، وستكون المقاومة في أعلى درجات الاستنفار من دون أن يشعر أحد. وقال: “أي خطأ أو عمل عدواني إسرائيلي سيتم الرد عليه سريعاً ومباشرة. واعتبر أنه في وقت التحضير للانتخابات عبر الماكينات الانتخابية كان الجهاز الجهادي في الحزب يقوم بمناورات عسكرية صامتة على كل المستويات”.
رسائل إلى الدول العربية
ووجه نصر الله رسائل للدول العربية بأن علاقاتها مع اسرائيل لن تؤدي إلى حماية أمن هذه الدول، واعتبر أنه عندما استهدفت إيران من أربيل، استهدفت إيران أربيل بـ12 صاروخاً. وكشف نصر الله عن معلومة أن إيران أبلغت دول المنطقة التي فتحت علاقات مع اسرائيل أن اي اعتداء على إيران من هذه الدول، فإن إيران سترد باستهداف هذه الدول. وأشار نصر الله إلى أن موقف إيران يتطور بحال استمرار الضربات الإسرائيلية على أراضيها. فهي قد تقدم على ضرب إسرائيل بشكل مباشر، وإن هذا الموقف مقدماته تكبر.
وقال نصرالله: نحن نثق بحركات المقاومة وقدراتها على الانتصار، رغم مسار الإنهاك والضغوط المتواصلة والمستمرة والحصار خارج فلسطين على كل حركة مقاومة، والعقوبات القاسية والشديدة على كل دول وكل شعب مع المقاومة، ولوائح الإرهاب وفرض الحروب على هذه الدول والشعوب والقوى، واستنزافها كما حصل في سوريا والعراق وكما يحصل اليوم في اليمن، مسار الانهاك.
وأضاف: مسار الانهاك هذا اليوم لم يستطع أن يحقق هدفه رغم كل الظروف الصعبة والحصار والحروب المفروضة. ورغم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة لم يستطيعوا أن يأتوا من هذه الدول والشعوب لا كلمة ولا التزاماً ولم يروا في وجوهها ضعفاً ولا وهناً، لأن كل الهدف من هذا الحصار والحروب ولوائح الارهاب هو التخلي عن القدس وفلسطين وعن حقوقنا ومياهنا وغازنا، ويتخلى اللبنانيون عن تضامنهم مع فلسطين وعن حقوقهم الطبيعية في مياههم الإقليمية ويتخلى الشعب السوري عن فلسطين والقدس والجولان، وتتخلى شعوب المنطقة عن القدس وفلسطين ولبنان وسوريا.