سلطت صحيفة “فزغلياد” الروسية الضوء على قرار تركيا إغلاق أجوائها أمام رحلات العسكريين الروس وعتادهم إلى سوريا ودرجة تأثير ذلك على موسكو.
ونقلت الصحيفة عن المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي أندريه كورتونوف قوله: “من الواضح أن هذه القرارات اتخذت على خلفية سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. فهي يمكن أن تعوق التواصل بين موسكو ودمشق”.
وأعرب كورتونوف عم اعتقاده بأن القرار التركي لن يؤدي إلى “عواقب وخيمة للغاية، فهناك ممرات جوية أخرى”، معتبراً أنه “من الممكن إمداد سوريا بكل ما هو ضروري للمجموعة الروسية عبر إيران”.
وفي الوقت نفسه، رأى كورتونوف أن إغلاق السماء “خطوة غير ودية” من جانب أنقرة. وقال: “بين روسيا وتركيا عدد من الخلافات الأساسية حول القضية السورية. الحديث يدور عن مستقبل إدلب والوضع في المناطق الكردية. وهذا كله يمكن أن يسهم في تفاقم الخلافات التي يصعب حلها”.
ولفت كورتونوف الانتباه إلى حقيقة أن تركيا لا تزال ملتزمة باتفاقية مونترو، وعدم السماح لسفن الدول الأخرى بدخول البحر الأسود، وقال: “تحاول تركيا انتهاج سياستها الخاصة. من الواضح أن هذه القرارات لا تؤثر في روسيا كثيراً، إنما تأثيرها غير مباشر”.
بدوره، رأى المستشرق كيريل سيمينوف أن تركيا اتخذت مثل هذه الخطوة “التي لا تستطيع روسيا حتى لومها عليها. فهي، كدولة في الناتو، سهلت الإمدادات العسكرية لدولة معادية لهذا الحلف ولم تخرق اتفاقيتها معها، بل وفت بها حتى النهاية. إنما هي ببساطة لم تمددها”.
وقال سيمينوف ل”فزغلياد”، إن قرار تركيا “لا يمثل مشكلة كبيرة” بالنسبة لروسيا، “لأن الجزء الأكبر من الشحنات اللازمة للقوة الروسية (في سوريا) يتم تسليمه بواسطة سفن مدنية، ولا تزال مضائق البحر الأسود مفتوحة أمامها”.
وكان وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو قد أعلن السبت، أن المجال الجوي التركي أغلق في وجه الطائرات العسكرية والمدنية التي تنقل جنوداً من روسيا إلى سوريا بعد التشاور مع موسكو.
وقال تشاووش أوغلو بحسب ما نقل عن موقع “TRTHABER” في تصريح أدلى به للصحافيين المرافقين له على طائرة تقله إلى أورغواي: “أغلقنا المجال الجوي أمام الطائرات العسكرية الروسية وحتى أمام الطائرات المدنية المتجهة إلى سوريا وتحمل جنوداً”، إذ تم منح الإذن لمدة ثلاثة أشهر حتى نيسان/أبريل، ثم توقفت الرحلات الجوية.
وسبق أن أخطر الجانب التركي نظيره الروسي بأمر إغلاق المجال، إذ أبلغ تشاووش أوغلو وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بالأمر. وقال تشاووش أوغلو: “عندما ذهبت إلى موسكو، أخبرت لافروف، وقال إنه سيخبر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، وأخبرني بعد يوم أو يومين أنه لدى بوتين أمر، لن نطير بعد الآن”، وفق ما نقل موقع “يني شفق”.