تواصل تركيا ابتداع المزيد من الخطط والممارسات التي ترتكز على دعم مشروعها الرامي لفرض واقع جديد على السكان في المناطق الخاضعة لها شمال سوريا وخصوصاً المناطق ذات الغالبية الكوردية (عفرين ورأس العين وتل أبيض).
وفي سياق المخططات التي تتبعها، من أجل فرض سيطرتها على المنطقة وتغيير ديموغرافيتها وربط كل شيء في تلك المناطق السورية بتركيا، تعمل تركيا على تفعيل دور المخاتير “مختار”.
ومنذ سيطرتها على عفرين ورأس العين وتل أبيض، عمدت تركيا إلى إحياء نظام المخاتير وقامت بتعيين مخاتير من المستوطنين غالبيتهم من التركمان والعرب التابعين لها. إذ لا تكاد قرية وناحية تخلو من هؤلاء.
وكلفت تركيا هؤلاء المخاتير بمهمات أمنية حيث يعملون كرجال المخابرات لصالح تركيا، إذ يتلقون التعليمات من المخابرات التركية، ويقدمون تقارير دورية عن ما يجري في مناطقهم ويدلون بالمعلومات عن كل شخص كوردي ما زال متمسكاً بكورديته.
ويقوم هؤلاء المخاتير بمهام مختلفة منها إصدار شهادات تعريف للأشخاص والعائلات وسندات الإقامة للعائلات التي يتم توطينها في المنطقة، إلى جانب تقديم معلومات عن ممتلكات سكان المنطقة الأصليين والأملاك التي تركها سكانها الأصليون عند تهجيرهم من المنطقة بفعل الهجمات التركية وممارسات المجموعات التابعة لها.
وتستخدم تركيا هؤلاء المخاتير من أجل نهب ممتلكات المهجرين قسراً، وإدارة الأمور عوضاً عن رجال المخابرات الأتراك، وذلك تحت مسمى تمكين المجتمع المحلي لإدارة نفسه، علماً أن هؤلاء المخاتير هم من التابعين لتركيا، ويلتقون مع رجال الاستخبارات التركية بشكل دوري وينفذون التعليمات الواردة إليهم.
ويتشابه هذا المخطط مع مخطط المخابرات التركية الساعي لاستهداف الهوية الكوردية في عفرين، عبر تشكيل ما يسمى بـ “مجلس العشائر الكوردية” تحت قيادة طفلها المدلل علي سينو المعروف بولائه وتبعيته لتركيا.
وأنشأت المخابرات التركية، ما يسمى “مجلس العشائر الكوردية” في عفرين التي لم يسبق لها أن كان هناك نظام أو فكرة العشيرة فيها أبداً، فالمجتمع في عفرين غير عشائري باختلاف المناطق السورية الأخرى، كون سكان المنطقة تجاوزوا نظام العشيرة منذ زمن بعيد، ولا يوجد فيها شيوخ أو وجهاء عشائر.
وتهدف تركيا من وراء هكذا مخططات لتتريك العشائر الكوردية والقضاء على كل ما هو كوردي في عفرين، وتلميع صورة تركيا أمام الرأي العام بعد الجرائم الكثيرة التي ارتكبتها برفقة الفصائل الموالية لها ولمعرفة تحركات كل كوردي عبر عملائها من الكورد أنفسهم. وكذلك من أجل تحريض الكورد على بعضهم البعض كي يدخلوا في نزاعات فيما بين بعضهم البعض.
مشاركة المقال عبر