قال المبعوث الأميركي السابق للشؤون السورية، جويل رايبيرن، إنه يجب على المانحين التوقف عن إرسال المساعدات إلى سوريا عبر الأمم المتحدة، بل عبر الدول، وحينها لن يكون هناك تأثير للفيتو الروسي الذي رفض فتح معبر اليعربية.
وانتقد المبعوث الأميركي السابق للشؤون السورية، جويل رايبيرن، تخفيف العقوبات الأميركية عن الحكومة السورية خلال وبعد عام 2021، وقال إنه يجب “تشديد العقوبات على نظام الأسد، لأن نظام الأسد، بشار الأسد وفلاديمير بوتين لا يساومون بدون مقابل. إنهم يساومون فقط عندما يتعرضون لضغوط جدية تماماً، وهم لا يتعرضون لتلك الضغوط الآن”.
وأشار في لقاء مع رووداو، أن قانون عقوبات قيصر تستهدف أشخاص وشركات ووكالات معينة ضمن الحكومة السورية، وقال: “أنا واثق الآن مائة في المائة أنه لا توجد أي نية من جانب هذه الإدارة (الأميركية) لفرض عقوبات على أي شخص في شمال شرق سوريا”.
ولفت إلى موضوع إغلاق معبر اليعربية أمام المساعدات الإنسانية الأممية، وقال: “أميركا تضغط لفتح المعبر، لكن روسيا تعارض. روسيا لا تريد لتلك النقطة أن تفتح. في الحقيقة، لا تريد روسيا أي نقطة حدودية مفتوحة في وجه مساعدات الأمم المتحدة. السبب الوحيد الذي جعل روسيا تسمح بفتح منفذ باب الهوى الحدودي، أعتقد هو أن الروس لم يكونوا يريدون خلق توترات مع تركيا. لكن تركيا ليست مشتركة في منفذ اليعربية فمنعت روسيا فتحه. غلق المنفذ كان قراراً روسياً بالكامل”.
وأضاف: “أنا أرى أنه آن الأوان لأن تتوقف الدول المانحة للمساعدات عن إيصال المساعدات عن طريق الأمم المتحدة. لأنه، على ما أعتقد ومع الوضع الذي نشأ في أوكرانيا، ترى روسيا أن المساعدات الإنسانية مجرد لعبة وورقة ضغط. كما لا أشك في أن روسيا سترفض في شهر تموز أي مشروع قرار لتمديد تفويض الأمم المتحدة لإيصال المساعدات. لهذا أرى أنه يجب على الدول المانحة أن تتراجع خطوة وتختار طريقاً آخر. يجب إنشاء نظام لإيصال المساعدات عن طريق الدول وليس عن طريق الأمم المتحدة. بذلك ستدخل المساعدات من جميع المنافذ التي يختارونها، اليعربية، باب السلام، باب الهوى، جرابلس والمنافذ الأخرى”.
ورأى رايبيرن أن لأميركا علاقات قوية مع شمال وشرق سوريا وكذلك مع تركيا، وقال: “يجب أن يكون لنا دورنا في تحقيق الحل الدبلوماسي. أي توتر قد يحصل هناك، وأي مواجهة تحدث، لا ينبغي أن تبلغ حد المواجهة العسكرية. ليس هذا في صالح أي طرف، ولا في صالح أميركا والمجتمع الدولي. الصدام بين تركيا وشمال وشرق سوريا لا يخدم سوى مصالح الأسد وداعش وإيران وروسيا. لهذا، فما أراه شخصياً هو أن تستخدم أميركا كل قواها لتحقيق الحل الدبلوماسي لتلك التوترات بدلاً عن المواجهة العسكرية”.
كما رأى بأن الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، يؤثر على الشرق الأوسط بشكل عام، وقال: “لو أن لي السلطة المطلقة في أميركا لبادرت فوراً إلى إرسال أفضل الدبلوماسيين المحنكين والخبيرين ليساعدوا ويحركوا عملية سلام، أو على الأقل عقد اتفاق وقف إطلاق نار بين تركيا و( ب ك ك). فإذا تحقق هذا، سيتم حل كل شيء، إذا حدثت صدامات عسكرية، فلن تتسع رقعتها ويمكن تحقيق حل عن طريق حوار وعملية سياسية. أعتقد أن هذه هي واحدة من المشاكل التي تم إغفالها في الجزء الشمالي من الشرق الأوسط. كم سنة مرت عليها؟ 41 سنة أو 42؟ هذا يجب أن تنتهي. لقد تحول إلى كارثة للجميع في شمالي الشرق الأوسط. لا أدري كيف يمكن لسوريا والعراق ومناطق من تركيا أن تشهد الأمن والاستقرار بدون عملية سياسية من هذا النوع. إننا بأمس الحاجة إليها”.
وأضاف: “ترى أميركا هذا أحياناً على ما أظن. فمثلاً، تدخلت إدارة بوش دبلوماسياً في العامين 2007 و2008، وأوفدت مبعوثاً لفترة. لكنني أعتقد أن هذه المشكلة هي مشكلة رئيسة تم إغفالها في الجزء الشمالي من الشرق الأوسط. في الحقيقة، أعتقد أن أثر هذه المشكلة مشابه لأثر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على الأمن الدولي. أنظر، ليست أميركا وحدها، بل كل العالم بذل جهوداً دبلوماسية لحل مشكلة إسرائيل وفلسطين! وأعتقد أن على العالم والمجتمع الدولي بذل نفس القدر من الجهد والموارد والوقت والاهتمام لإيجاد حل دائم للصراع بين تركيا و(ب ك ك)”.
مشاركة المقال عبر