أغلق الائتلاف الوطني الموالي لتركيا مكتبه في العاصمة التركية أنقرة، بعد أخبار متداولة تحدّثت عن أنّ إغلاق مكتب الائتلاف في أنقرة قد جاء بناءً على طلب الحكومة التركية، وذلك في إطار المقاربة الجديدة لتركيا في التعاطي مع الملفّ السوري.
وكان عضو الهيئة السياسية في الائتلاف عن المجلس الوطني الكوردي في سوريا، عبد الله كدو، صرّح لشبكة رووداو الإعلامية في الـ14 آذار 2022، بأن قرار إغلاق مكتب الائتلاف في أنقرة “صدر عن الائتلاف بسبب إعادة هيكلية الائتلاف والتخفيضات المطلوبة من كلّ الأقسام، بما فيها رئاسة الائتلاف”.
وقال كدو إنّ “إغلاق المكتب مؤقّت وسوف تستمر الأعمال في أنقرة”، نافياً لرووداو صحّة تلك المعلومات حول إغلاقه بأمر من الحكومة التركية.
بينما الصحفي والمحلل السياسي الكوردي، جان صالح، المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، قال لشبكة رووداو الإعلامية، الخميس (24 آذار 2022)، إن “تركيا لجأت إلى المصالحات مع العرب مثل الامارات والسعودية وإغلاقها لمكتب الائتلاف والاكتفاء بمكتب للمساعدات الانسانية هو تغيير في الموقف التركي بشكل تكتيكي وسياسي في سبيل أن يكون شريكاً في أية تسوية عربية سورية”.
وأضاف صالح، أن “أردوغان بدأ يستعد لأن يكون ضمن تغييرات المنطقة المتعلقة بسوريا”، مردفاً أن زيارة الأسد الى دبي “هي من جملة صفقة قادمة ستكون تركيا شريكة فيها وستنتهي بلقاء بين أردوغان والأسد”، عازياً التقارب لـ”القضاء على أية طموحات كوردية في المستقبل”.
وأشار إلى أن “تركيا في أزمة اقتصادية وسياسية بسبب سياساتها العدوانية في المنطقة ودعمها للإسلاميين في سوريا وليبيا وهذا انتج غضباً تركياً داخلياً”، لافتاً إلى أن الرئيس التركي “يدرك أن المعارضة السورية والإخوان المسلمين باتا ورقة محروقة وغير قابلة للاستعمال”.
واستبعد السياسي الكوردي، رئيس حراك خوى بون في سوريا، عبد الباقي يوسف، خلال حديثه لشبكة رووداو الإعلامية، “مقولة الإئتلاف السوري عن أسباب إغلاق مكتبها في أنقرة تعود للعوز المالي”.
وأشار يوسف إلى أن “الإئتلاف السوري والفصائل العسكرية التابعة له تحت مسمى الجيش الوطني، لم يعودوا يحظوا بمساندة معظم دول أصدقاء الشعب السوري”، عازياً ذلك لأنهم “أصبحوا تحت هيمنة الإخوان المسلمين وتابعين لأجهزة المخابرات التركية، وتحولوا مع الوقت إلى مرتزقة تحارب خارج الحدود السورية، ويعادون الكورد”.
يوسف، اعتبر “تركيا متورطة في العديد من الملفات الساخنة وتعادي العديد من الشعوب والبلدان، حاولت التوسع على حساب الآخرين، وبالتالي تدرك الخفايا السياسية والاقتصادية لنتائج الحرب الروسية الأوكرانية، بأنها لن تكون لصالحها”، لافتاً إلى أنها “تحاول تهيئة نفسها للمرحلة القادمة”.
وعدّ الأزمة الحالية، على أنها “فرصة لتركيا لدعم حلفائها ضد نظام دمشق في وقت انشغال روسيا بحرب أوكرانيا”.
وقال نائب رئيس تيار الحرية الكوردستاني، طارق خيركي، لشبكة رووداو الإعلامية، إن “إغلاق مكتب الائتلاف الوطني في تركيا، جاء على خلفية تبعات الحرب الروسية الأوكرانية التي ستؤدي نتائجها إلى رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط أو حتى أوروبا”.
خيركي، رأى أن الحدث الحالي “بداية تحالفات جديدة وترتيبات جديدة في العالم”، لافتاً إلى أنه “سيكون لذلك انعكاسات على المنطقة سواء إيجاباً أو سلباً”، معتبراً أن “القصف الصاروخي لهولير جزء منه، إضافة لضعف دور إيران في القرار السياسي العراق”
مشاركة المقال عبر