مركز الأخبار – فوكس برس
تستمر الانتهاكات بحق المدنيين الكورد في منطقة عفرين من قبل القوات التركية والفصائل المُسلّحة الموالية لها منذ سيطرتها على المنطقة في الـ18 أذار / مارس 2018، ومع حلول الذكرى السنوية الرابعة للسيطرة التركية إلا أنّ واقع المشهد لم يتغير، وتتجلى الفوضى العارمة بمصادرة أملاك أهالي المنطقة اللاجئين في الخارج أو حتى في الداخل، وابتزاز السكان ومشاركتهم محاصيلهم، وتقطيع واقتلاع الأشجار وبيعها كحطب، إلى ابتزازهم مالياً وتهديدهم بتهم جاهزة أخطرها التعامل مع “قسد”، وصولاً إلى انتشار عمليات الخطف وطلب الفدية حيث بات أمرًا اعتياديًا لدى الفصائل ووسيلة ضغط على من تبقى من سكانها لدفعه بترك منزله والخروج منها.
وتتحدث العشرات من التقارير الحقوقية والإنسانية عن تعرض المدنيين الكورد لشتى أنواع المضايقات وسط عمليات اعتقال والزج في سجون سرية منتشرة في منطقة عفرين،
ويتهم نازحي عفرين المجلس الوطني الكوردي السوري الذي يُشكّل جزءًا من الائتلاف السوري المعارض بالتخاذل فيما حرى ويجري في المنطقة، حيث يعتبر السكان أنّ المجلس شارك إعلاميًا في الترويج لحملة غصن الزيتون التي أطلقتها تركيا ضد منطقة عفرين من جهة إضافة إلى مشاركة كتائب عسكرية تتبع للمجلس مع القوات التركية في الهجوم من جهةٍ أخرى.
ورغم ذلك فلم يتمكن المجلس من أن يدير أمور المنطقة سواء لناحية المشاركة في المجالس المحلية التي تدير عفرين خدميًا، أو لناحية المشاركة بالقوى الأمنية التي تضبط الأمن داخلها، أو حتى لناحية إعادة قوات البيشمركة السورية الموجودة في العراق، والتي تتبع للمجلس، الذي كان يطالب بإدخالها إلى منطقة شرق الفرات، للمشاركة بإدارة مناطق سيطرة “قسد”.
ورغم الأوضاع الكارثية التي تمر بها المنطقة إلا أن المجلس الوطني الكوردي يدعو باستمرار النازحين للعودة إلى منازلهم لكن دون وجود أية ضمانات تحفظ حياتهم.
ووجّه مثقفون وأكاديميون من مختلف الأحزاب الكوردية وشخصيات حيادية انتقادات لاذعة للمجلس للمجلس الوطني الكوردي بعد إصدار المجلس بيانًا بمناسبة الذكرى الرابعة لسيطرة تركيا على منطقة عفرين، حيث خلا البيان تحميل القوات التركية ما يجري في المنطقة إضافةً إلى أنهم لم يصفوا التواجد التركي بـ “الاحتلال”، بينما حمّل البيان انتقادات ضد بعض الفصائل المسلحة في عفرين.