علّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، على التحذيرات الرسمية والشعبية الأخيرة بشأن مغادرة الآلاف من الأطباء الأتراك بلادهم نحو دول أخرى، مُبدياً عدم اهتمامه تجاه خطورة الظاهرة وأسبابها.
وقال في حديثه له خلال فعالية “لقاء مع نساء مختارات” اليوم 8 مارس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لدى سؤاله عن الأطباء الذين يسافرون إلى الخارج ، “إذا أرادوا أن يُغادروا، دعوهم يذهبون. نحن أيضًا نوظف أطبائنا حديثي التخرج هنا”.
وأضاف “إذا لزم الأمر سندعو سريعا من يريد العودة لبلادنا من الخارج. لا تقلقوا فهذه الأماكن لن تكون فارغة”. وتابع “انظروا، من بنى هذه المستشفيات الضخمة بالمدينة؟ أليست هي الدولة التي علّمت هؤلاء الأطباء؟”.
في فبراير الماضي، أضرب الأطباء في مختلف أنحاء تركيا عن العمل لعدّة أيام، احتجاجا على تدنّي الأجور وتردّي ظروف العمل.
وشارك في الإضراب نقابات الأطباء المحلية، بما في ذلك أطباء الأسرة وأطباء الطوارئ، وبدت منشآت طبية عدّة فارغة في العديد من المدن والولايات.
وكتبت النقابة على موقع تويتر :”الأطباء مضربون لأنهم لا يعملون في ظروف إنسانية”، مشيرة إلى أن الرواتب التي يتقاضونها تجعلهم تحت خط الفقر، فضلا عن عبء العمل وتزايد حالات العنف الجسدي التي يتعرضون لها من جانب المرضى.
وتكافح أغلب الأسر التركية لتغطية نفقاتها وسط ضائقة مالية، فاقهما ارتفاع التضخم بأعلى معدل منذ 20 عاما والارتفاعات الأخيرة في أسعار الطاقة والأغذية والسلع الأساسية الأخرى.
ودفعت ظروف العمل والظروف الاقتصادية المزيد من الأطباء الأتراك إلى الهجرة. ووفقا للجمعية الطبية التركية فقد غادر أكثر من 1400 طبيب تركيا في 2021، مقابل 59 فقط قبل عِقد.
ولا يرى الأطباء الشباب على وجه الخصوص مستقبلًا في تركيا، ولذلك فهم يُهاجرون حالما تسنح لهم الفرصة بذلك. وفي الشهر الأول من عام 2022، لوحظ أن عدد الأطباء الذين تقدموا للحصول على شهادة حسن السيرة والسلوك للسفر إلى الخارج وصل إلى 197. وقد يصل عدد الأطباء الراغبين بترك البلاد، الذي كان 1405 أطباء في عام 2021 ، إلى نحو ألفي طبيب هذا العام.
وكشف رئيس الجمعية الطبية التركية (TTB) د.شبنم كورور فينكانجي إنه في يناير الماضي، وفي شهر واحد مع حلول العام الجديد، وصل عدد الأطباء الذين تقدموا بطلبات للحصول على شهادة حسن السيرة والسلوك إلى 197 طبيبا ممن لم يروا مستقبلا في بلدهم، وذلك بهدف البحث عن آفاق لهم في مناطق جغرافية أخرى، فيما كان عدد الطلبات 59 طلبا فقط في عام 2012 بأكمله. وحذّر فينكانجي الحكومة في هذا الصدد “هل أنتم على دراية بحقيقة أننا نفقد أطبائنا الذين يتعيّن عليهم التعايش مع العنف كل يوم ولا يمكنهم العثور على مقابل مناسب لجهودهم؟ “
وقال فينكانجي إن الرقم يشير إلى زيادة خطيرة للغاية، “إذا استمرت الطلبات بهذه الكثافة في جميع الأشهر، فهذا يعني أن عدد الأطباء المهاجرين سيصل إلى ألفين بحلول نهاية العام”.
وأوضح أن وثائق حسن السيرة والسلوك مطلوبة في كل من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، لكنها ليست مطلبًا لبعض البلدان، لذا فإن عدد الأطباء الذين غادروا تركيا أكبر من ذلك بالتأكيد. هذا فضلا عن أن دورات اللغات الأجنبية مليئة بالأطباء الذين يشعرون بالإحباط في هذا البلد.
واعتبر أن الأطباء يغادرون إلى الخارج بسبب العنف الذي يتعرضون له باستمرار، وانخفاض قيمتهم المهنية، فضلا عن ساعات العمل الطويلة جدا التي لا تتناسب مع دخلهم.
وتتفاقم ظاهرة هجرة الكفاءات وخاصة الأطباء بشكل ملفت للنظر في تركيا. وفي هذا الصدد قال مسؤول في نقابة الأطباء الأتراك إن أكثر من 3000 طبيب غادروا بلادهم للعمل في الخارج خلال العامين الماضيين، وأن حوالي 8000 طبيب وطلاب طب يخططون للقيام بذلك.
وقال الدكتور سليمان كاينك، عضو مجلس إدارة غرفة الأطباء في إزمير، إن الأطباء يهاجرون إلى بلدان أخرى بحثًا عن راتب أعلى وحياة أفضل وإنجازات أكثر فائدة.
مشاركة المقال عبر