تقصف القوات التركية بين الحين والآخر مناطق في شمال وشرق سوريا، سواء عبر الأسلحة الثقيلة أرضاً، أو عبر طائراتها المسيرة وسط صمت من الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 2019.
ويوم أمس الثلاثاء، قصفت طائرة مسيّرة تركية جبهة عرب ومحسنلي شمال غرب مدينة منبج، كما حلقت طائرة حربية تركية في سماء المنطقة.
وخلال الفترة المنصرمة، استهدف الطيران المسير التركي عدة سيارات ومنازل المواطنين في مناطق القامشلي، كوباني، تل تمر، الدرباسية، ما أدى لسقوط ضحايا وجرحى من بينهم أطفال ونساء.
وإلى جانب ذلك تستمر الهجمات البرية التركية على طول خطوط التماس سواء في ناحية زركان/أبو راسين وتل تمر التابعتين لمدينة الحسكة، أو ناحية عين عيسى في الرقة أو على جبهات منبج والشهباء وناحية شرا في عفرين.
وعلى الرغم من توقيع اتفاقين لوقف إطلاق النار الأول بين أميركا وتركيا والثاني بين الأخيرة وروسيا، عقب الهجمات التي شنتها تركيا على شمال وشرق سوريا في تشرين الأول عام 2019. إلا أن الهجمات التركية لم تتوقف على المنطقة.
والملفت للانتباه أن قصفاً برياً حصل قبل أيام على مقربة من نقطة عسكرية روسية في ريف تل تمر، ولكن الروس لم يتحركوا لإيقاف القصف. كما أن الجانب الأميركي لم يتحرك أبداً لإيقاف الهجمات التركية. ويساعد الصمت الروسي والأميركي على التمادي التركي في شن الهجمات على شمال وشرق سوريا.
ومؤخراً تصاعدت الدعوات المطالبة بتنظيم احتجاجات أمام القواعد الروسية والأميركية المنتشرة في المنطقة لإجبارهم على اتخاذ موقف واضح حيال الهجمات التركية.
وسبق لأهالي شمال وشرق سوريا أن نظموا وقفات احتجاجية أمام القواعد الروسية والأميركية المنتشرة في المنطقة، وطالب الأهالي الروس والأميركيين الوفاء بالتزاماتهم وإيقاف الهجمات التركية، إلا أن الطرفين لم يتحركا حتى الآن.
وأمام هذا الصمت الروسي والأميركي، يطالب أهالي شمال وشرق سوريا الطرفين اللذين يعتبران نفسهما ضامنين لوقف إطلاق النار، إما الوفاء بالتزاماتهما وإيقاف الهجمات التركية، أو الخروج من المنطقة.
ويطالب الأهالي القوى الأمنية والعسكرية في المنطقة عدم توفير الحماية لهذه القواعد الروسية والأميركية في حال عدم إيقافهم الهجمات التركية على المنطقة. ومع وجود العديد من خلايا تنظيم الدولة الإسلامية وكذلك الأطراف التي لا ترغب بالتواجدين الروسي والأميركي، فأن هذه القواعد ستتعرض لهجمات مستمرة.
ودعا الأهالي القوى الأمنية باتباع سياسة التعامل بالمثل مع القواعد الاميركية والروسية، ويقولون إن لم يقدم الروس والأميركان الحماية للمنطقة وإيقاف الهجمات التركية على المنطقة، لا يجب على أبناء المنطقة تقديم الحماية لهم في منطقة هم ليسوا من سكانها وهم غير مرغوبون فيها لوقفهم إلى جانب طرف يهاجمهم.
مشاركة المقال عبر