لا تزال علامات الاستياء من ارتفاع فواتير الكهرباء تتصاعد في مختلف أنحاء تركيا لتشكل أزمة سياسية شاملة لحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حسبما تقول صحيفة نيويورك تايمز.
وقد بدأ الأمر بنشر عدد قليل من الأتراك الغاضبين صوراً لفواتير الكهرباء الخاصة بهم على وسائل التواصل الاجتماعي، لإيضاح تضاعف أسعارها تقريبا في نهاية كانون الثاني/يناير.
ووضع بعض أصحاب المطاعم إشعارات على نوافذ مطاعمهم توضح الارتفاع الكبير في أسعار الكهرباء وفقاً لمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورفعت تركيا أسعار الطاقة في بداية العام، بما في ذلك زيادة قدرها 50 في المئة في أسعار الكهرباء للأسر ذات الاستهلاك المنخفض، و125 في المئة للمستخدمين التجاريين ذوي الاستهلاك المرتفع، منذ بداية كانون الثاني/يناير.
ويأتي الارتفاع في وقت عانى فيه الأتراك من تضخم متسارع (يبلغ الآن أكثر من 48 في المئة وفقاً للأرقام الرسمية) لعدة أشهر، وتتزايد الانتقادات حتى من حلفاء أردوغان الذي تقول صحيفة نيويورك تايمز إنه يكافح من أجل إخراج البلاد من أزمة اقتصادية.
ووفقاً لأرقام رويترز، قفز معدل التضخم في يناير إلى نحو 50 في المئة بعد انهيار قيمة العملة أواخر العام الماضي بسبب سياسة أردوغان غير التقليدية بالإبقاء على أسعار فائدة منخفضة، مما زاد تكلفة المعيشة على الأتراك الذين يعانون بالفعل لتلبية احتياجاتهم.
وقد أثر ارتفاع أسعار الطاقة على شعبية أردوغان في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المقررة في موعد أقصاه يونيو 2023.
وزادت أسعار الغذاء والوقود ورسوم الطريق، أكثر من الضعف، لتعويض تقلب أسعار الواردات. ويبدو أن الدور الآن على الكهرباء، بعدما غرقت الليرة التركية لتسجل أدنى مستوياتها.
حتى مع قرار أردوغان برفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 50 في المئة، الشهر الماضي، لمساعدة العمال ذوي الدخل المنخفض، حذرت حكومته من أنه ستكون هناك زيادة في رسوم بعض المرافق. “لكن قلة من الناس توقعوا صدمة ما حصل”، حسبما تقول نيويورك تايمز.
وشكا أصحاب المتاجر ومجالس المدن ورجال الدين من رفع أسعار الكهرباء.
ويقول محمود غوكسو (26 عاما) الذي يدير صالوناً للحلاقة في مقاطعة قونية بوسط تركيا: “لقد دُمرنا. نحن في حالة سيئة حقا. ليس فقط نحن، ولكن الجميع يشتكي”.
وارتفعت فاتورة الكهرباء لشهر يناير لغوكسو من 44 دولاراً إلى 104 دولارات، وهي الآن أعلى من الإيجار الشهري الذي يدفعه لمتجره. ويعلق قائلا: “فكرت في ترك العمل والحصول على وظيفة براتب، لكن هذا هو عملي”.
وقد تباينت الزيادات في أسعار الكهرباء في جميع أنحاء البلاد، غير أن كل شركة أو أسرة شهدت زيادة من نوع ما.
وكان زعيم حزب المعارضة الرئيسي في تركيا قال إنه لن يدفع فاتورة الكهرباء، حتى يلغي أردوغان زيادات الأسعار الأخيرة.
وقال كمال قلجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري: “لن أدفع أيا من فواتير الكهرباء الخاصة بي من الآن وحتى يتراجع أردوغان عن رفع الأسعار الذي وقعه يوم 31 ديسمبر”.
ودعا قلجدار أوغلو كذلك، في تسجيل فيديو نشر على حسابه على تويتر، إلى خفض ضريبة القيمة المضافة المفروضة على فواتير الكهرباء إلى واحد في المئة من 18 في المئة.
مشاركة المقال عبر