يُسابق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزمن لإجراء تعديل وزاري في محاولة أخيرة لإنقاذ الاقتصاد المنهار قبل سنة من الانتخابات العامة بشقّيها الرئاسي والبرلماني التي ستحدد مستقبله السياسي كما حزبه العدالة والتنمية.
وشهدت تركيا منذ الانتقال إلى نظام الحكم الرئاسي في العام 2018 انسحاب 8 وزراء آخرهم وزير العدل عبدالحميد غول الذي تمّ قبول استقالته قبل نحو أسبوع.
وقال الرئيس التركي في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد اجتماع مجلس الوزراء الأخير “كما هو معلوم، فإن أعضاء مجلس الوزراء يحددهم رئيس الجمهورية في نظام الحكم الرئاسي، ومن الطبيعي أن نجري مراجعات في مجلس الوزراء حسب تغير الظروف. بعد ذلك يمكننا إجراء تغييرات جديدة إذا لزم الأمر”.
وفي هذا السياق، وعلى الرغم من عدم وضوح الوقت المحدد، إلا أنه من المؤكد أنه سيتم إجراء تغييرات جديدة في الفترة المقبلة في ما يتعلق بالوزراء.
وبحسب ما نقلت تقارير لوسائل إعلام محلية فإنه سيتم الحرص على عدم إدراج “أسماء تكنوقراط” من القطاع الخاص في اختيار الوزراء من الآن فصاعدًا. ويسود انطباع عام لدى الفاعلين السياسيين في أنقرة مفاده أن شخصيات القطاع الخاص لا تتكيف بشكل جيد مع هيكل الدولة، وهذا يسبّب عدم ارتياح تجاه البيروقراطية والنواب.
ولذلك فإن وزير الزراعة والغابات بكير باكدميرلي ووزير الصحة فخرالدين قوجة ووزير الثقافة والسياحة محمد نوري إرسوي قد لا يكونون في مجلس الوزراء. بينما استقال ضياء سلجوق وزير التربية الوطنية في الأشهر الماضية.
وبالنسبة إلى تعيين الوزراء الجدد في مجلس الوزراء ستعطى الأفضلية لمن لديه خبرة في شؤون الدولة. ولهذا السبب فإن تعيين بكير بوزداغ وزيرا للعدل يثير الرضا في الأوساط الحزبية التركية.
ويعد وزير الداخلية سليمان صويلو في طليعة الوزراء الذين يُعتبر وضعهم هو الأكثر إثارة للفضول عند مناقشة مراجعة الحكومة، بينما تداول سياسيون خلال العامين الماضيين اعتباره بديلا لأردوغان.
لكن وبعد أن اتهم سادات بيكر رجل المافيا التركية صويلو بعمليات فساد مؤكدة، سرت شائعات أنه يمكن نقله إلى مهمة أخرى في مجلس الوزراء بعيداً عن وزارة الداخلية. ووفقًا لمعلومات الكواليس التي تم الحصول عليها من مصادر موثوقة تم إقناع صويلو بوزارة الزراعة في ذلك الوقت، فيما تم ترشيح نائب وزير الداخلية إسماعيل تشاتكلي ليحلّ محل صويلو، الذي اعتبره حزب الحركة القومية “أنجح وزير خلال الأعوام الثلاثين الماضية” في محاربة الإرهاب.
ومع ذلك، بينما يُذكر أن الظروف قد تغيرت بالنسبة إلى صويلو بمرور الوقت، يُنظر إلى الاحتمال الأكبر في كواليس الحزب بأنه سيواصل العمل في وزارته.
وكان عثمان سيرت مدير الأبحاث بمعهد أنقرة قد صرّح أن حقبة جديدة بدأت لصويلو بعد بث مقاطع فيديو سادات بيكر، وقال “بعد مقاطع الفيديو هذه توقف صويلو عن كونه ممثلًا لفترة ما بعد أردوغان، لذلك تحول إلى ممثل غير مكلف سياسيًا ولكن وظيفيًا مع الذراع المكسورة بحيث يقدم إطار عمل مفيد جدا لأردوغان”.
مشاركة المقال عبر