بدأت الحكومة السورية بمخطط جديد يستهدف استقرار مناطق شمال وشرق سوريا، عبر تحريض العشائر العربية ضد الإدارة الذاتية وتشكيل خلايا مسلحة لاستهداف أمن المنطقة تحت اسم “المقاومة الشعبية”، ويشرف على الملف ضابط لدى الحكومة شغل منصب أمير لدى تنظيم الدولة الإسلامية.
مع فرض الحكومة السورية وبدعم روسي سيطرتها على محافظة درعا بشكل كامل، بدأت بنقل ما يسمى اسلوب المصالحات إلى مناطق دير الزور، وكأن المواطنين السوريين ارتكبوا جرماً والحكومة كريمة تجاههم وتقبل بهم في حال أجروا ما يسمى التسويات أو المصالحات.
ومع فشل مخططها في نقل ما يسمى اسلوب المصالحات إلى مناطق شمال وشرق سوريا رغم بدء هذا الأسلوب في دير الزور منذ حوالي الشهرين، ورفض سكان شمال وشرق سوريا وخصوصاً العشائر العربية لهذا النموذج، بدأت الحكومة السورية بمخطط آخر، وذلك عبر تحريض بعض العشائر العربية التي تضم موالين لها ضد الإدارة الذاتية من أجل خلق فتنة بين سكان المنطقة وضرب استقرارها.
وفي هذا السياق بدأت الحكومة السورية بعقد اجتماعات لبعض الشخصيات في العشائر العربية من مدينة دير الزور وحتى مدينة القامشلي، وذلك بهدف تحريض العشائر العربية على الإدارة الذاتية والترويج لنموذج المصالحات الذي تطبقه في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويشرف على عقد الاجتماعات وهذا المخطط الجديد الذي يستهدف أمن واستقرار مناطق شمال وشرق سوريا والساعي لخلق فتنة عربية كردية وحصول اقتتال بينهم لتستفيد منها الحكومة، ضاب في المخابرات الجوية يتخذ من مطار القامشلي مقراً له.
ويدعى الضابط أحمد شعبان، وهذا الضابط سبق للحكومة السورية أن زرعته كعميل ضمن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، حيث شغل المدعو أحمد شعبان منصب أمير في التنظيم ولمدة 4 سنوات.
وقالت مصادر شاركت في الاجتماعات التي يعقدها المدعو أحمد شعبان، أن الأخير طالب العشائر العربية بتشكيل خلايا مسلحة من العشائر وإطلاق تسمية “المقاومة الشعبية” عليهم، حيث سبق لإعلام الحكومة السورية الرسمي أن نشر مؤخراً أخبار كاذبة عن استهداف ما تسمى “المقاومة الشعبية” لقوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي في المنطقة، ومن بينها نشر وكالة سانا التابعة للحكومة اليوم خبراً كاذباً عن اغتيال مدير المركز الإعلامي لقسد فرهاد شامي من قبل ما تسمى المقاومة الشعبية، رغم نفي شامي لتلك الأخبار الكاذبة.
وأكدت تلك المصادر أن هدف الحكومة السورية من إنشاء هذه الخلايا المسلحة هو القيام بأعمال تخريبية في المنطقة، سواء عبر استهداف الشخصيات العشائرية والاجتماعية المعروفة في المنطقة أو المؤسسات الموجودة واتهام قوات سوريا الديمقراطية والأمن الداخلي بها، من أجل حصول التصادم بين العشائر العربية وقسد والاسايش (الامن الداخلي).
ولفتت المصادر أن عمل تلك الخلايا لن يقتصر على الأعمال التخريبية واستهداف الشخصيات، بل تصل إلى زرع الفتنة بين العشائر العربية نفسها، عبر الترويج لبعض العشائر واتهام أخرى بالخيانة للعرب والعمالة للكرد، وذلك من أجل دفع الشبان العرب ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية للانشقاق.
بالإضافة إلى ما سبق، ستعمل تلك الخلايا على خلق الفتنة والتفرقة بين أبناء المنطقة عبر تحريض العرب ضد الكرد والعكس أيضاً، بهدف خلق عداوات دائمة في المنطقة والإظهار بأن الإدارة الذاتية غير قادرة على إدارة أمور المنطقة.
وبالعودة إلى ضابط الحكومة المسؤول عن هذا المخطط، أحمد شعبان، فهو بالإضافة إلى سعيه لإنشاء خلايا مسلحة من العشائر العربية، فهو يعمل مع مسؤولين آخرين في الحكومة السورية بمحافظة الحسكة، على الترويج لما يسمى “المصالحات”.
وفي هذا السياق أشارت المصادر أن شعبان كلف شخصيات من البعثيين في المنطقة بالترويج للمصالحات التي تجرى في دير الزور، وتشجيع الشبان لقبولها عبر تقديم إغراءات لهم بأنهم لن يخدموا في صفوف قوات الحكومة وسيحصلون على مراكز قيادية في مؤسسات الدولة وسيحصلون على مساعدات شهرية من المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة للسوريين وتتحكم الحكومة السورية بتوزيعها على الموالين لها فقط.
وفي هذا السياق أعلنت الحكومة السورية اليوم عن بدء التسويات في محافظة الرقة أيضاً بعد دير الزور، رغم فشلها في استقطاب الشبان، وهو ما يشير إلى أن المخطط موضوع على أعلى المستويات ويجرى تنفيذه بالتدريج.
والملفت للانتباه أن من أجروا تسويات ومصالحات في ريف دير الزور، تم سحبهم من قبل قوات الحكومة السورية ووضعهم في معسكرات تدريب من أجل نقلهم إلى مناطق البادية التي تتعرض لهجمات مستمرة من تنظيم الدولة الإسلامية وذلك من أجل تقليل الخسائر في صفوف قوات الحكومة.
وكان المرصد السوري قد كشف قبل أيام عن قيام الحكومة السورية بنقل أكثر من ألف شاب أجروا تسويات مع الحكومة في دير الزور إلى إحدى معسكرات التدريب حيث سيخضعون لتدريب لمدة 15 يوم ثم سيتم الزج بهم في معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما يعني زجهم إلى الموت.
ويشار أن أكثر من 95 % من قوات الفرقة الرابعة التي تم نقل تعزيزات عسكرية منها مؤخراً إلى ريف دير الزور، هم من العلويين التي ينحدر منها قائد الفرقة وشقيق بشار الأسد، ماهر الأسد.
وترغب الحكومة السورية من وراء المصالحات وزج الشبان العرب في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لأمرين؛ الأول تقليل الخسائر في صفوف أبناء الفرقة الرابعة من العلويين، وثانيها التخلص من الشباب العرب وهم من السنة.
مشاركة المقال عبر