تزايدت في الآونة الأخيرة الهجمات ضدّ اللاجئين السوريين في تركيا لتشمل العديد من الولايات التركية من الاعتداء على المحال التجارية وضرب المواطنين السوريين لتصل في بعض الأوقات إلى حالات التصفية الجسدية.
ويرى مراقبون ومختصون في الشأن التركي أنّ ازدياد هذه الهجمات تتم بناءً على تخطيط مسبق من قبل جهات في الحكومة التركية تقوم على إثارة هذه النعرات بطرق مدروسة جدًا حتى يتضح أنها قائمة من تلقاء ذاتها وأنها كرد فعل طبيعي من قبل المواطنين الأتراك مع الوضع الاقتصادي المزري التي تعانيها البلاد.
وبحسب المراقبين فإن الحكومة التركية وعلى لسان مسؤوليها يصرحون مرارًا وتكرارًا أن اللاجئين هم ضيوف في تركيا، وأنهم يقومون بصرف مبالغ طائلة عليهم وهذه إحدى أدوات إذكاء النعرات العنصرية في عقول الأتراك تجاه اللاجئين السوريين خاصةً وأن تركيا اليوم تعيش أزمة اقتصادية حقيقية حيث ارتفاع أسعار المواد بشكل كبير جدًا وانهيار وتدهور الليرة التركية، مع العلم أن الاتحاد الأوربي يخصص دائماً مليارات الليرات لدعم اللاجئين السوريين بشكل مستمر ولا علاقة للحكومة التركية بدعم اللاجئين.
ففي الطرف الآخر تجاوزت استثمارات رجال الأعمال السوريين في تركيا عشرة مليارات دولار أمريكي خلال السنة الماضية 2021.
وساهمت استثمارات رجال الأعمال السوريين بتوفير فرص عمل لـ 450 إلى 500 ألف شخص في تركيا، وجزء كبير منهم من الأتراك.
ويبلغ عدد الشركات التي يملكها سوريون في تركيا إلى 13880 شركة، بنسبة 29% من مجموع الشركات المملوكة لأجانب في البلاد، وفقاً لتصريحات نقلتها صحيفة “يني شفق” عن وزيرة التجارة التركية “روحصار بك جان”، في البرلمان التركي.
ويقدر إجمالي رأس مال الشركات الأجنبية بـ 151 ملياراً و794 مليوناً و392 ألفاً و805 ليرات تركية، وتبلغ استثمارات السوريين منها ثلاثة مليارات و913 مليوناً و276 ألفاً و263 ليرة تركية، وفقاً لصحيفة “عنب بلدي” السورية.
ويوم أمس أقدمت مجموعة كبيرة من الشبان الأتراك، بإلقاء الحجارة على المحال التجارية التابعة للسوريين وتحطيم واجهاتها في منطقة أسنيورت في اسطنبول.