تحاول تركيا مؤخراً تلميع صورة فصائلها في عفرين ورأس العين وتل أبيض عبر ملاحقة بعض القادة والحديث عن جرائمهم، في يرى المراقبون أن الجرائم لن تتوقف لأن الأوامر تأتي من الاستخبارات التركية وقادة الفصائل هم عبارة عن دمى يطبقون هذه القرارات.
كثيراً ما يقول الروس إن تركيا لم تفي بالتزاماتها في منطقة خفض التصعيد في سوريا، ففي بداية كل جولة من جولات أستانا بخصوص الأزمة السورية، تعيد روسيا التأكيد على أن تركيا لم تفي بالتزاماتها وأن العمل مستمر بين الجانبين.
والالتزامات التركية والتي تعهد بها أردوغان خلال اجتماعاته المتكررة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هي فتح الطرق الدولية بين المدن الرئيسية مثل طريق حلب اللاذقية والمار بمنطقة خفض التصعيد الرابعة والأخيرة التي تشمل أجزاء من إدلب وحماة وحلب واللاذقية، إلى جانب إبعاد الفصائل الإرهابية وفق موسكو إلى الحدود التركية وفصل فصائل المعارضة المعتدلة عن الإرهابية.
ولكن لم تنفذ تركيا أياً من هذه المطالب، وهذا ما يدفع الجانب الروسي لإعادة تذكير تركيا بها.
وتستفيد روسيا في هذا السياق من فرض وزارة الخزانة الأميركية، عقوبات على شخصيات موالية لتركيا في إدلب وداخل تركيا بتهمة تمويل تنظيم القاعدة وهيئة تحرير الشام في سوريا.
ومن بين الذين فرضت عليهم العقوبات حسن الشعبان وهو وسيط مالي يعمل لصالح تنظيم القاعدة ويسكن في تركيا. وكذلك فاروق فوركاتوفيتش فايزيماتوف، الذي يحمل جنسية طاجيكستان ويقيم في إدلب بسوريا، والذي قالت وزارة الخزانة الأميركية بأنه “يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الدعاية وتجنيد أعضاء جدد وطلب التبرعات لهيئة تحرير الشام”.
إلى جانب ذلك، طالت العقوبات الأميركية جماعة “أحرار الشرقية” الموالية لتركيا ومتزعمي هذه المجموعة.
وأمام هذه المعطيات تحاول تركيا تلميع صورة المجموعات التابعة لها، وذلك لإيهام روسيا بأنها تنفذ إلتزاماتها وإيصال رسالة إلى الولايات المتحدة والغرب بأنها بدأت تغير من ذهنية المجموعات التابعة لها والتي زاد الحديث عن الجرائم التي ارتكبتها والتي وثقها تقرير للأمم المتحدة في أيلول 2021.
ومن محاولات تركيا لتجميل صورة الفصائل التابعة لها خروج أحد الشيوخ في عفرين وهو يتحدث أمام الملأ عن جرائم فصيل العمشات ومتزعمها “أبو عمشة” علماً أن أبو عمشة يخضع لسيطرة الاستخبارات التركية ويعمل على تنفيذ تعليماتها بالحرف الواحد.
فهو من يرتكب الجرائم بحق أبناء عفرين من الكورد، وهو من أرسل مسلحيه إلى ليبيا وقره باغ من أجل القتال لصالح تركيا.
وعملية اعتقال شقيقين لأبو عمشة وكذلك المطالبة بإخضاع أبو عمشة للمحاكمة هي من إحدى آلاعيب الاستخبارات التركية وذلك لإيهام روسيا وأميركا والغرب بأنها لم تكن تعلم بالجرائم التي ترتكبها المجموعات التابعة لها وبمجرد علمها بالموضوع بدأت بتغييرهم.
ويرى المتابعون للوضع بأن تركيا لن تفصل المعتدلين عن الإرهابيين بحسب ما تطالبه موسكو، لأن هذا الفصل سيفتح الطريق أمام روسيا للقضاء على المتشددين والإرهابيين وهم سلاح تركيا الضارب لتحقيق أهدافها وأطماعها في سوريا.
ويقول المتابعون أن تركيا ومهما حاولت تلميع صورة المجموعات التابعة لها وتغيير قادتها، إلا أنها لن تستطيع تجميل صورتهم، لأن من يأمرهم هي الاستخبارات التركية وجرائم هذه الفصائل لا ترتبط بالفصائل بقدر ما ترتبط بالاستخبارات التركية.
مشاركة المقال عبر