مع كل شتاء تتجدد معاناة النازحين في المخيمات العشوائية شمال غرب سوريا، في حين تبني المستوطنات المدعومة من تركيا وعدد من الدول العربية المستوطنات في منطقة عفرين بعد تهجير أهلها وذلك لتغيير ديموغرافية المنطقة.
وأدت الأمطار الغزيرة التي هطلت على سوريا في الأيام الماضية إلى غرق مئات الخيام التي تؤوي آلاف النازحين، في مخيمات بشمال غربي البلاد قرب الحدود مع تركيا.
وتحول عدد كبير من المخيمات العشوائية إلى برك مائية ومستنقعات، وسط مخاوف من مفاقمة الأزمة أكثر نتيجة البرد القارس الذي ترافق مع موجة الأمطار.
وتعرضت أكثر من 35 خيمة في مخيم الأمل شمال إدلب قرب الحدود السورية – التركية للغرق نتيجة الأمطار التي هطلت خلال الأيام الماضية، كما تعرضت عشرات الخيام أيضاً للتبلل بالأمطار وبدأت أسقفها بتسريب المياه إلى داخلها، ما دفع بالبعض إلى تغطيتها بقطع بلاستيكية.
وتسببت الأمطار التي هطلت والسيول التي تشكلت نتيجتها إلى إلحاق خسائر بالنازحين الذين فقدوا الأغطية والفرش والحاجيات البسيطة المتوفرة لديهم في الخيام.
أما في مخيم عطاء بمنطقة آطمة شمال إدلب، والذي يضم حوالي 500 خيمة، فلم تصمد خيم النازحين أمام الأمطار الهاطلة، وتسببت السيول المتشكلة بجرف جزء من الخيم مما دفع الأهالي للصعود إلى الأجزاء المرتفعة من المخيم لإنقاذ أطفالهم فيما جرفت السيول خيمهم بما فيها.
وفي مخيم العودة، في منطقة قاح الحدودية مع تركيا شمال إدلب، خلفت السيول أضراراً كبيرة في الخيم.
ومع كل شتاء تتجدد معاناة النازحين في شمال غرب سوريا، فهي تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث لا يتوافر فيها مصارف أو مجار لمرور مياه الأمطار وإبعادها عن المخيمات، فضلاً عن إنشائها من قبل المنظمات في مناطق منخفضة وقريبة من الجبال والتلال، مما يجعلها بشكل دائم عرضة للغرق وعبور السيول ضمنها.
ورغم كل المعاناة التي يعانيها النازحون إلى أن القوات التركية الموجودة في المنطقة ومنظماتها لا تعير اهتماماً للنازحين بل تتوجه لبناء المستوطنات وبالعشرات في منطقة عفرين بعد تهجير أهلها منها وذلك في سياسة تغيير ديموغرافية المنطقة بشكل ممنهج من أجل تتريكها وفصلاً لاحقاً عن الأراضي السورية مثلما فعلت بلواء اسكندرون.