إن المصائب التي تنهال على رأس الشعب التركي نتيجة سياسات رئيسها أردوغان هي فوائد على البلغاريين الذين يعيشون على الحدود مع تركيا.
وتشهد الأسواق في عدد من المناطق الحدودية لتركيا هذه الفترة ازدهاراً غير مسبوق مع قدوم الناس من الدول المجاورة لاستغلال فرصة رخص أسعار البضائع جراء تدهور قيمة العملة المحلية.
وتكشف الحافلات الآتية من بلغاريا والمركونة بأعداد كبيرة في موقف سوق أدرنة قرب حدود تركيا، عن حجم الأزمة النقدية التي يعاني منها هذا البلد بعد انهيار سعر الليرة في ظل السياسة النقدية التي أملاها أردوغان.
وبعدما كانت المدينة في ما مضى عاصمة للإمبراطورية العثمانية بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر باتت أدرنة بمساجدها العديدة سوقا عملاقة لدول البلقان المجاورة وبلغاريا، وهي نفسها من أفقر دول الاتحاد الأوروبي.
ويعْبر المتسوقون الحدود متهافتين على شراء شتى المنتجات، من الخضروات والفواكه إلى الملابس الداخلية رديئة النوعية، فتتراكم البضائع في الحافلات.
ويواجه الأتراك معضلة الارتفاع الكبير في أسعار المواد الاستهلاكية، وهذا الوضع يحبط التجار الأتراك لأن قيمة البضائع انخفضت إثر تدهور الليرة. ويقول غولسن كايا واقفا خلف قمصان قطنية وملابس شتوية مكدسة على رفّه “إنه إذلال! انظروا ماذا فعل بتركيا!”، في إشارة إلى أردوغان.
وقال تينكو غاريف، أحد الزبائن البلغار، “لو كان الذين يحكمون تركيا يفعلون ما يتوجب عليهم أن يفعلوه لعادت الليرة إلى مستواها السابق بسرعة كبيرة”، مضيفا “إنني متأسف حقا للأتراك لأنني أفهم ما تعنيه هذه الأسعار المتدنية بالنسبة إليهم”.
ويقول بولند ريس أوغلو، الذي يتولى إدارة سوق أدرنة الأشبه بحظيرة كبيرة منذ إقامتها قبل 15 عاما في موقعها الحالي، إن عدد المتسوقين ارتفع من 50 ألفا في الأسبوع إلى حوالي 150 ألفا منذ بداية ظهور عواقب الأزمة.
وأوضح “تضاعف عدد الزبائن الأجانب بأربع أو خمس مرات”، في حين تراجعت عائدات التجار إذ أن المبيعات الإضافية لا تكفي للتعويض عن انهيار الليرة التركية.
وشكا أحد التجار، يدعى أوتكو بيرتميز، قائلا “يرسل إلينا مزودونا لوائح أسعار جديدة كل أسبوع لأن كل المواد الأولية تأتي من الخارج، من أوروبا والصين وإيطاليا”، مشيرا إلى أن “أسعار المنتجات تضاعفت منذ العام الماضي”.
ويؤكد ريس أوغلو أنه يرى التجار شاخصين في هواتفهم الذكية لمتابعة تطور أسعار الصرف. ويقول “إننا مصابون بصدمة. لم يتوقّع أحد انهيارا كهذا في قيمة الليرة”.
ومع ذلك يبدو المتسوقون البلغار أنفسهم محرجين. وقالت إيليانا تودوروفا التي تشتري ملابس مع ابنتها “هذا ليس جيدا بالنسبة إلى الناس العاديين”.
مشاركة المقال عبر