بُعيد تصريح رئيس المجلس الوطني الكوردي “سعود الملا” الذي وصف وفي خطوةٍ غير مسبوقة تركيا بأنها “أكبر عدوةٍ للكورد” والمعارضة السورية بـ “المرتزقة”، والتي أحدثت تصريحاته انتقاداتٌ في صفوف المعارضة وبين بعض قيادات وأعضاء المجلس ذاته التي أشارت في بيانٍ أنّ التصريح “يُعبّر عن رأي شخصي”.
ولكن يبدو أنّ ثمة أمور تشير أنّ التصريح لم يكن اعتباطياً أو ينم عن رأي شخصي كما ورد في بيان الأمانة العامة للمجلس الوطني، إذ أنّ معلوماتٌ أفادت عن قيام المجلس الوطني الكوردي بفتح قنواتٍ مع الحكومة السورية في مدينة #القامشلي وأنّ التصريح كان بمثابة جس نبض للمعارضة.
المعلومات أشارت أنّ هذه الخطوة جاءت بعد اللقاءات التي قامت بها وفود المجلس مع الجانب الروسي في الآونة الأخيرة وبرعاية وتوجيه مباشر من السيد “مسعود بارزاني”، وذلك لعدة أسباب منها نيّة الحزب الديمقراطي الكوردستاني – العراق بتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، وذلك بعد السعي الروسي في إطار إعادة تأهيل الحكومة السورية وفتح علاقاته من جديد مع الدول العربية والإقليمية.
وتجلّى ذلك في الزيارة التي قامت بها رئيسة حزب الشباب للبناء والتغيير المرخّص من قبل الحكومة السورية والتي تُعتبر الوسيط الفعلي بين إقليم كوردستان والمجلس الوطني من جهة وبين روسيا والحكومة السورية من جهة أخرى وفقاً للمعلومات التي ذكرت بأنّ المجلس الوطني يسعى لتقوية علاقاته مع روسيا والحكومة السورية.
ورغم أن المجلس الوطني الكوردي يعتبر جزءاً رئيسياً ضمن صفوف الائتلاف السوري، علاوةً على أنها تجتمع مع التحالف الدولي والولايات المتحدة، إلا أنها وفي نفس الوقت تقوم بفتح قنوات حوار مع الحكومة السورية.
وكانت بروين إبراهيم قالت في مقابلة أجرتها معها شبكة رووداو الإعلامية في وقت سابق من هذا الشهر أن “الروس يؤكدون أن ما يتفق عليه الكورد مع الحكومة السورية، نحن معها، ومستعدون ان نكون وسيطاً في المفاوضات”، متساءلة: “ما الذي منحته المعارضة للكورد اكثر من الحكومة السورية؟ بل رفضوا اقتراحا كورديا في الرياض بالتدريس باللغة الكوردية في المناطق التي يعيش فيها الكورد”.