مناطق الإدارة الذاتية تعاني شحاً في الأدوية .. الفرقة الرابعة تفرض إتاوات كبيرة جداً

يوماً بعد يوم تزداد حدة تناقص الأدوية في مناطق الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا، وبدأت هذه المشكلة بالظهور في آذار المنصرم عندما أغلقت قوات الحكومة السورية جميع المعابر البرية مع مناطق الإدارة الذاتية؛ وهو ما ألقى بظلاله على مختلف السلع وخصوصاً الأدوية.
وتتحكم الفرقة الرابعة في قوات الحكومة السورية التي يشرف عليها ماهر الأسد شقيق بشار الأسد، بالمعابر البرية مع مناطق الإدارة الذاتية.
ويفرض عناصر الفرقة الرابعة رسوم وإتاوات باهظة على سيارات الشحن التي تدخل مناطق الإدارة الذاتية، ولكن تكون الإتاوات المفروضة على السيارات المحملة الأدوية أكبر بكثير، وتصل إلى 40 ألف دولار أميركي للسيارة الواحدة، وهو ما يسبب ارتفاعاً في أسعار الأدوية بأكثر من 30 % عن سعرها المعتاد.
ومن أكثر الأدوية فقداً في مناطق الإدارة الذاتية أدوية الأمراض القلبية والأمراض المزمنة والضغط والسكري إلى جانب أدوية قطرات الأذن والأمراض الموسمية المعدية، وأحياناً يظهر المستحضر الدوائي ثم يعود ينقص فترات طويلة ليتم طرح مستحضر شبيه، لكن بأسعار مرتفعة ومتذبذبة.
هذا ولا تتواجد شركات إنتاج الأدوية في مناطق الإدارة الذاتية، لأن الشركات كانت محصورة سابقاً بالمدن السورية الكبرى مثل دمشق وحلب وحمص.
وتلجأ شركات إلى بيع الأدوية بسعر الدولار في السوق السوداء الذي يبلغ حوالي 3500 ليرة، وهذا يسبب ارتفاعاً في أسعارها بشكل عام إلى جانب تذبذب أسعارها بين اليوم والآخر.
وأمام هذا النقص في الأدوية، تضطر مستودعات الأدوية للحصول على أدوية بديلة مصدرها إيراني وتركي، وهي تتميز بضعف جودتها أمام الأدوية السورية، إلى جانب ارتفاع أسعارها بسبب تكاليف الشحن العالية واللجوء إلى التجار الوسطاء ودفع الرشاوى والإتاوات لضباط قوات الحكومة السورية والفصائل المسلحة لإيصال الأدوية إلى المنطقة.
ولا يتوقف النقص والانقطاع على الأدوية فقط، بل يصل إلى حليب الأطفال، حيث تدخل دفعة من حليب الأطفال إلى المنطقة، وبعد انتهاءها لا يصل هذا النوع مما يجبر الأهالي إلى الاعتماد على نوع حليب آخر، وهذا الأمر يسبب مشاكل كثيرة للعائلات، علاوة على ذلك فأن أسعارها ترتفع أضعافاً. فعلبة الحليب التي كان سعرها 6000 آلاف ليرة سورية قبل 6 أشهر يبلغ ثمنها الآن 14000 ليرة.
ومؤخراً ارتفعت أسعار المعاينات لدى الأطباء، حيث ارتفعت من 6 آلاف للمريض الواحد إلى 10 آلاف، وانتشرت معلومات في الآونة الأخيرة بأن الأطباء خلال أحد اجتماعاتهم طالبوا برفع أجرة المعاينة إلى 25 ألف ليرة سورية.
كما ارتفعت تكاليف العلاج في المشافي بشكل كبير جداً، فقضاء ليلة واحدة في أحد المشافي الخصوصية يكلف المريض حوالي مئة دولار.
ويشار إن مناطق الإدارة الذاتية مثل بقية المناطق السورية سواء الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية أو الفصائل المسلحة، تعاني من هشاشة في نظام الرعاية الصحية لناحية نقص الدواء وأعداد العاملين القائمين على الرعاية الطبية، وخروج العشرات من المشافي العامة والمئات من النقاط الطبية عن الخدمة جراء الحرب المستمرة.