ينتظر النازحين وخصوصاً من رأس العين/سريه كانيه، الذين يعيشون في مخيم سريه كانيه كما أطلق عليه بريف الحسكة، شتاء قاس، مع عدم توفر وسائل التدفئة إلى جانب تدهور حالة الخيم التي يقطنون فيها.
ويقع مخيم رأس العين، أو سريه كانيه، بحسب تسميته الكردية، شرق مدينة الحسكة، وأنشئ بعد الهجمات التركية على مدينة رأس العين، ويضم نحو 2200 عائلة نازحة هم 11 ألفاً و500 شخص، بحسب إدارة المخيم.
وجل قاطني المخيم يتحدرون من مدينة رأس العين وهربوا منها بفعل الهجمات التركية والفصائل الموالية لها.
ويشتكي النازحون من قلة المساعدات وعدم توزيع مستلزمات الشتاء، كمازوت التدفئة وألبسة شتوية وأغطية جديدة، وسط عجز غالبيتهم عن شراء تلك المواد من الأسواق.
وتتفاقم الظروف القاسية التي يعيش فيها هؤلاء النازحون مع انخفاض درجات الحرارة ليلاً، ويواجهون في هذا الوقت من السنة كثيراً من التحديات، منها تسرب المياه إلى داخل الخيام وتوحل الطرقات.
وعلى الرغم من العدد الكبير للمنظمات العاملة في المنطقة، إلا أن النازحين في مخيم رأس العين لا يحصلون إلا على مساعدات قليلة جداً تتمثل بسلة غذائية واحداً كل شهرياً، إلى جانب سلة مساعدات من مواد التنظيف التي توزع كل شهرين مرة.
وهذه المساعدات مقدمة من قبل الإدارة الذاتية وبعض المنظمات المحلية، لأن تركيز المنظمات منصب على تقديم الخدمات لمخيم الهول الذي يضم حوالي 60 ألف شخص غالبيتهم من أسر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، إلى جانب مخيم روج في منطقة المالكية والذي يضم بضعة آلاف من أفراد أسر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
في حين تبقى مخيمات عديدة أنشأتها الإدارة الذاتية مثل مخيمات رأس العين وتل أبيض ونوروز، واشوكاني وإدلب وغيرها من المخيمات الصغيرة.
وحتى الآن لم يتم توزيع مستلزمات الشتاء على النازحين، رغم الوعود التي حصلت عليها إدارة المخيم من المنظمات المحلية وبعض المنظمات الدولية.
والنازحون بحاجة ماسة إلى الألبسة الشتوية والأغطية ومواد التدفئة، فضلاً عن حاجتهم إلى خيم جديدة ربما تساعدهم على اجتياز فصل الشتاء بأقل الأضرار الصحية.
ومع انخفاض درجات الحرارة، انتشر بين القاطنين في المخيم حالات الرشح والزكام، إلى جانب التهابات الجهاز التنفسي السفلي والعلوي، وخصوصاً بين الأطفال الذين يعيشون معاناة مضاعفة مقارنة بالكبار بالسن.
وازدادت معاناة النازحين في مخيمات شمال وشرق سوريا، بعد الفيتو الروسي بإغلاق معبر اليعربية/تل كوجر، أمام المساعدات الأممية، في حين أن المساعدات الواصلة إلى الحكومة السورية لا تصل إلى النازحين وهي مخصصة فقط لعوائل العناصر والموالين للحكومة.
مشاركة المقال عبر