كثيراً ما نرى على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات، تتهم حركة الشبيبة “جوانن شورشكر” باختطاف شبان وشابات، ومؤخراً تطور الأمر إلى تجمعات أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة القامشلي، فما هي الحقيقة؟
ونظمت عائلة شابة وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة القامشلي، احتجاجاً على ما أسمته “تجنيد الشبيبة الثورية “جوانن شورشكر” لابنتهم القاصرة حسب ادعاءها.
والملفت في الوقفة الاحتجاجية مشاركة شخصيات معروفة من المجلس الوطني الكردي، ما يفتح الطريق أمام تساؤلات عديدة خصوصاً أنه سبق بدء الوقفة تواجد لوسائل الإعلام الموالي للمجلس الوطني الكردي، ما يدل على دور للمجلس الوطني الكردي في هذه الوقفة بشكل أو بآخر.
ولكن هل فعلاً ما يجري هو تجنيد للقاصرات، أم حماية لهن من ممارسات وتعنيف الأهل لهن. وفي هذا السياق يقول إداري في الشبيبة أن من يتوجهون إلى صفوف حركة لا يتم تجنيدهم أبداً، بل يأتون بمحض إرادتهم.
ويقول الإداري المعروف باسم “أحمد عبد الله”، إن الشبيبة لم تكن يوماً تجند أحد، بل تعمل على حمايتهم من ممارسات الأهل، واستشهد بعدة حالات لفتيات صغيرات يريد أهلهن تزويجهن لأناس أكبر منهن سناً وإرسالهن إلى دول الاتحاد الأوروبي، رغم رفض الفتيات هكذا نوعية من الزواج والابتعاد عن الأهل والوطن.
وتساءل الإداري: “لماذا يتم اتهامنا بتجنيد القاصرات, لماذا لا تنظر العوائل إلى أفعالها تجاه الشابات؟. ويضيف: “من أجل المال يتم الضغط عليهن من أجل تزويجهن من أناس لم يروهن إلا عبر التلفونات أو الصور التي يجلبها أهل الشاب المتقدم للزواج بهن. يسمحون للشباب بالسهر واللهو خارج المنزل، في حين يجبرون الفتاة للعمل كخادمة لهذا الشاب. الفتاة تعيش تحت ضغط الأهل والشاب يعيش بحرية. هذا ما يدفع الشابات على الهروب من المنزل”.
ويشير الإداري إلى أن الشابات لا ترى سبيلاً للتخلص من ظلم الأهل سوى بالتوجه إلى حركة الشبيبة الثورية التي تعمل على حماية الجميع دون استثناء.
وتابع قائلاً: “عندما يعتصم أهالي هؤلاء أمام مقر الأمم المتحدة يرفعون لافتات كتب عليها: التجنيد العسكري يبث الرعب في قلوب الأمهات. كيف يحمّلون السلاح للأطفال”. وقال ساخراً: “هؤلاء لا يعرفون بأننا لسنا تنظيماً عسكرياً ولا نملك قوات مسلحة. فقط هناك قوات عسكرية في شمال وشرق سوريا تمثل بقوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية التي لا تستقبل القاصرين، وهناك مكاتب لحماية حقوق الطفل ضمن قسد وهو يعيد الأطفال إلى ذويهم في حال انضمامهم لها”.
وأكد أن “ما يسمى المجلس الوطني الكردي يحاول تشويه سمعة تنظيمنا عبر الادعاءات مثل تجنيد القاصرين أو اختطافهم وهذا كذب وافتراء ونفاق من قبل المجلس”، وقال مختتماً: “من توجهوا إلى حركتنا إما هربوا من ظلم الأهل واضطهادهم، أو حباً بتمسكهم بأرضهم ورفضاً للهجرة منها أو سعيهم للدفاع عنها”.
ومن جانبها لفتت خالة إحدى الفتيات التي انضمت إلى جوانن شورشكر (رفضت الافصاح عن اسمها، وقالت بأن ابنة اختها اختارت لنفسها اسم جودي)، بأن ما يجري “ليس اختطافاً. لأن ابنة اختها توجهت إلى الشبيبة هرباً من ظلم والدها واخوها الوحيد الذي كان يمنعها من الخروج من المنزل أو حتى حمل الهاتف وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأشارت أن اختها حاولت مراراً وتكراراً تخفيف الضغط على ابنتها، ولكنها لم تستطع أن تمنع زوجها وابنها من معاملة ابنتها بإنصاف. وقالت الخالة: “رغم رفض اختي ظاهرياً لذلك، إلا أنها سعيدة بانضمام ابنتها إلى جوانن شورشكر. فهي تستطيع رؤيتها بين الحين والآخر، وتقول دوماً ان ابنتها فرحة جداً أكثر من الاضطهاد الذي كانت تتعرض له في المنزل”.
ويقول متابعون للوضع بأن ضغط العوائل يولد الانفجار لدى الشبيبة وخصوصاً مع تطور التكنولوجيا، مشيرين إلى أن العديد من الشباب والشابات الذين يعاملون معاملة سيئة يلجؤون للانتحار، والأمثلة عديدة عنها في الدرباسية والقامشلي والحسكة، ويؤكدون أن انضمامهم للشبيبة أفضل من الانتحار.
ويشير المتابعون أن هناك أطراف سياسية تحاول استغلال مشاعر الأهل لتحقيق غايات سياسية، عبر اتهام جوانن شورشكر باختطافهم.
ويقول المتابعون أن هذه التجمعات أمام مقر الأمم المتحدة في القامشلي يذكرهم بالتجمعات التي ينظمها حزب العدالة والتنمية التركي لبعض العوائل أمام مقرات حزب الشعوب الديمقراطي في مدينة ديار بكر.