مع اشتداد قساوة الظروف المناخية والانخفاض المتزايد في درجات الحرارة، وافق الكثير من المهاجرين على مغادرة مخيماتهم البدائية قرب الحدود البولندية والانتقال للإقامة في مخازن ومستودعات مؤقتة جهزتها السلطات البيلاروسية لإقامتهم، ولكن الكثير من أولئك الذين يحلمون بدخول دول الاتحاد الأوروبي يخشون من أن تلك خطوة لإعادة إلى بلادهم أو منعهم من محاولة العبور مرة أخرى.
وقد بددت مثل هذه المبادرات آمال العديد من المهاجرين في الوصول إلى الغرب، بما في ذلك حوالي 430 شخصًا عادوا يوم الخميس إلى العراق في رحلة عودة من بيلاروسيا.
ولكن في المقابل، هناك من يتشبث بالأمل، وفي هذا السياق يقول عبد الصمد عبد الجبار وزوجته إيمان سعيد، وكلاهما صحفيان سابقان كانا يعملان في تلفزيون كردي، إنها قررا مغادرة البلاد وطلب اللجوء في أوروبا عقب تلقيهما تهديدات من جهات رسمية بسبب تقاريرهم التي تفضح الفساد وتهاجمه.
ونوه عبد الجبار، 37 عاما، إلى أن “كل من يقف بوجه تلك السلطات “الحكومة” مهدد (بالموت والقتل)”، لافتاً إلى أنه قرر الذهاب إلى إحدى تلك المستودعات خوفا على حياة أطفاله الأربعة من البرد القارس، ولكنه في نفس الوقت يؤكد أن الحلم بالوصول إلى سويسرا لا يزال يراوده.
من جهتها، قالت آمنة حاجي التي وصلت إلى بيلاروس من بلدة زاخو بالقرب من الحدود العراقية التركية مع ستة أطفال قبل ستة أسابيع: “نعم، لقد قدموا لنا بعض الطعام، لكني بحاجة إلى مساعدة ابنتي الوحيد التي تعاني من عيب خلقي في القلب.
وختمت بالقول: ” إنها بحاجة مساعدة للعلاج في ألمانيا، ولذلك أرفض أن أعود إلى بلدي”.