لا يزال الجميع، ينتظر نتائج الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى العراق، ولقائه بمسؤولي بغداد وهولير.
على الرغم من أن هذه الزيارة أتت بعد زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين، حيث سبقها زيارة لوفد عراقي برئاسة مصطفى الكاظمي إلى تركيا ولقائه برجب طيب أردوغان، إلا أن هذه الزيارة تختلف عن سابقاتها.
الاختلاف يكمن بأمرين، الأول دلالات التوقيت والأجواء التي ترافقت مع هذه الزيارة، والثاني وهو الأهم، طبيعة هذه الزيارة ومن قام بها. وحول دلالات التوقيت، تأتي هذه الزيارة في وقت تكون فيه الولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة انتقالية بين إدارتين، كما سبق هذه الزيارة استقدام تركيا والقوات التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني تعزيزات إلى الحدود بين إقليم كردستان العراق وشمال وشرق سوريا.
أما في الأمر الثاني، فأنه وعلى الرغم من محاولة الإعلام في بغداد وهولير الترويج بأن الاجتماعات ناقشت التعاون الاقتصادي والأمني وغيرها من الأمور، إلا أن هذه الأمور لا تناقش مع وزير الدفاع التركي ورئيس أركانه، حيث كانت هذه الزيارة عسكرية بحتة. إذًا، النقاشات كانت حول أمور عسكرية، وبحسب المعلومات بأن أكار ناقش القيام بعملية عسكرية، وتم مناقشة الوضع في شنكال.
الحديث عن رفض من قبل بغداد وهولير، وعلى الرغم من محاولة بعض الوسائل الإعلامية أن توصل رسالة بأن هناك رفض من قبلهم، إلا أنه وفي الحقيقة، تركيا لا تعير اهتمامًا لذلك، فهي وصلت إلى ليبيا وأذربيجان والعالم كله رفض وندد.
السؤال، هل هناك فائدة تركية من شن عملية عسكرية، من خلال التجارب السابقة، فأن حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان لا يستطيع البقاء مطولًا دون إشعال حرب وصراع في المنطقة، وذلك بسبب تأزمه الداخلي، لذلك هو يرى بأن شنكال وشمال العراق والحدود السورية – العراقية هي مناطق هشة ويمكنه القيام بعملية دون أن يكون هناك موقف غربي ضده، وخصوصًا بأنه سيعتمد على أدوات كردية هذه المرة.
الفائدة الكبرى والهدف الأساسي لهذه الهجمات المزعومة ستكون محاصرة مناطق شمال وشرق سوريا وفرض تنازلات على الإدارة الذاتية.
سيحاول أردوغان المناورة لتمرير أهدافه، لكن إلى الآن الموقف الأمريكي لم يتضح، وإذا لم يأخذ الضوء الأخضر لا يستطيع القيام بعملية اجتياح، وجل ما يستطيع القيام به هو تنفيذ ضربات جوية على شنكال والحدود السورية – العراقية.