سوريا

تركيا تصعد إعلامياً ضد شمال وشرق سوريا .. لا ضوء أخضر لهجوم جديد

تصعد تركيا إعلامياً ضد شمال وشرق سوريا منذ فترة، وتروج الفصائل الموالية لها عن اقتراب هجوم تركي جديد على المنطقة، ولكن لا ضوء أخضر لهجوم جديد على المنطقة، ويرجح متابعون للوضع أن تركيا ستلجأ إما لعمليات قصف بطائرات مسيرة، أو ستستخدم خلاياها للقيام بتفجيرات محدودة لضرب استقرار المنطقة.
وخلال الأيام الماضية، تناقلت وسائل الإعلام التركية وكذلك المنصات التابعة للفصائل السورية الموالية لأنقرة، أحاديث عن نية تركية شن هجمات عسكرية جديدة على شمال وشرق سوريا.
وذهبت بعض التصريحات التي أدلى بها قادة الفصائل الموالية لتركيا، أبعد من ذلك، وكشفت عن نية تركيا شن هجومين في آن واحد، الأول في إدلب والثاني يستهدف شمال وشرق سوريا.
ولكن تلك الوسائل عادت وأشارت أن أي هجوم لن يحدث قبل لقاء أردوغان مع الرئيس الأميركي جو بايدن، على هامش المؤتمر السادس والعشرين للأمم المتحدة للتغير المناخي، الذي يعقد في مدينة غلاسكو الاسكتلندية في الفترة من 31 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، و12 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتزامنت هذه التصريحات مع تمديد البرلمان التركي، تدخل القوات التركية في سوريا والعراق لعامين إضافيين بناء على طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أرسل مذكرة إلى البرلمان الذي يسيطر عليه تحالف حزب العدالة والتنمية (حزب أردوغان) وحزب الحركة القومية اليميني المتطرف (حزب دولت باهجلي)، يطالب فيه بتمديد تفويض التدخل العسكري في سوريا والعراق لعامين.
وأدانت سورية بأشد العبارات القرار الصادر عن البرلمان التركي بتجديد ما يسمى (التفويض الممنوح) للرئيس التركي بإرسال قوات عسكرية إلى العراق وسورية لمدة سنتين، وأكدت أن الوضع الإقليمي والدولي لم يعد يحتمل السكوت عن ممارسات هذا النظام والتي تهدد السلم والأمن الدوليين.
وفي هذا السياق، يرى المحللون أن النظام التركي يمر بأزمات خانقة داخلياً وخارجياً، وأكدوا أن سياسات أردوغان الداخلية وقمعه المستمر للمعارضة والإعلام، أدى إلى تضاءل شعبيته بشكل كبير، وبات حزب الشعب الجمهوري يتفوق على حزب أردوغان في استطلاعات الرأي.
ويضاف إلى ذلك سياسات أردوغان الاقتصادية السيئة التي دفعت بالأتراك إلى حافة المجاعة، حيث اقتربت الليرة التركية من حاجز 10 ليرات للدولار الواحد، وخسرت الكثير من قيمتها أمام العملات الصعبة، وهذا ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل يفوق القدرة الشرائية للمواطنين، ودفعهم إلى حافة الجوع.
وخارجياً، يعاني النظام التركي من أزمات معقدة، ففي ليبيا يزداد الضغط من أجل إخراج المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى هناك، كما تحالف اليونان مع فرنسا وأميركا وأبرمت صفقات عسكرية ضخمة في سبيل قطع الطريق أمام أحلام أردوغان بالهيمنة على خيرات شرق البحر المتوسط (قبرص)، كما تتعقد العلاقة الروسية التركية بسبب تزويد تركيا لأوكرانيا بطائرات مسيرة تستخدمها في قصف الموالين لروسيا في منطقة دونباس الشرقية، إلى جانب تصاعد التوتر بين الطرفين حول إدلب السورية. علاوة على ذلك ترفض أميركا أي خطوات تركية جديدة في سوريا تهدد سياستها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأمام هذه التطورات والتعقيدات والأزمات التي يعيشها النظام التركي، يؤكد المحللون والمتابعون للوضع بأن تركيا لن تستطيع الحصول على ضوء أخضر أميركي أو روسي لشن هجوم جديد على شمال وشرق سوريا وتهديداتها هي إعلامية فقط للحصول على بعض المكاسب من أميركا وروسيا في ملفات أخرى ربما في ليبيا، ولذلك ستلجأ إلى طريقتين، الأولى استخدام الطائرات المسيرة بين الحين والأخر في استهداف المنطقة، أو الاعتماد على الخلايا التي جندتها مقابل المال في المنطقة لشن هجمات هنا أو هناك أو القيام ببعض الأعمال التخريبية للإشارة بأن مناطق شمال وشرق سوريا غير مستقرة.
وخلال الفترة الماضية، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أنها اعتقلت عدداً من أفراد الخلايا المرتبطين بالاستخبارات التركية في شمال وشرق سوريا.

مشاركة المقال عبر