يجد المسيحيون في سوريا أنفسهم أكبر ضحايا “التغيير الديمغرافي” الذي تنهجه تركيا في الخفاء تحت غطاء “التهديدات” التي تواجه أمنها القومي.
ونقل تقرير من موقع منظمة “ذي تابليت” أن التصعيد العسكري من تركيا وحلفائها يدفع المسيحيين المتبقين إلى الفرار ويمنع الآخرين من العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم.
ويقول قادة المسيحيين في سوريا إن التصعيد التركي يستهدف المسيحيين والأقليات الأخرى.
وبحسب التقرير، فإن “التهجير القسري للأقليات في شمال سوريا هو أولوية بالنسبة لتركيا”. هناك أساليب تستخدمها “الجماعات المتطرفة” المدعومة من تركيا لمنع عودة المسيحيين وغيرهم من السكان إلى شمال سوريا.
وينقل التقرير عن سنحاريب برصوم، رئيس حزب الاتحاد السرياني، “استولت هذه الجماعات على منازل وأراضي وممتلكات للسكان الذين فروا قبل نحو عامين عندما غزا الجيش التركي المنطقة في عام 2019”.
وأضاف: “هذا نزوح منهجي، وفي ظل وجود هذه المجموعات، لا شيء يشجع النازحين على العودة إلى ديارهم”.
ويتابع: “نحن نعرف سياسة تركيا في التغيير الديموغرافي. وقد تم ذلك بالفعل من قبل في عفرين ومدن أخرى، ويجري الآن تنفيذه في تل أبيض ورأس العين من خلال المجموعات الموالية لتركيا”.
وفي حديثها للموقع، تقول نادين مانزا، رئيسة اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية: “لا يزال الاحتلال التركي للأراضي في شمال سوريا يشكل تهديدا خطيرا، ليس فقط للأقليات الدينية الضعيفة في تلك المنطقة، ولكن أيضا لإدارة الحكم الذاتي في شمال وشرق سوريا نفسها”.
وأضافت مانزا أن “تركيا والجماعات المتحالفة معها، أو المدعومة من أنقرة، استهدفت على وجه التحديد المسيحيين والكورد لتغيير التركيبة السكانية في شمال سوريا”.
ويشير التقرير إلى أنه قبل الحرب الأهلية في عام 2011، كان هناك أكثر من 130,000 مسيحي يقيمون في شمال سوريا، وهو عدد انخفض بشكل كبير إلى مئات أو بضعة آلاف من الناس الآن.
وباتت بعض القرى التي تسطير عليها التنظيمات الموالية لتركيا خالية من المسيحيين.
وبحسب معطيات التقرير، كانت هناك 100 عائلة في مدينة رأس العين و120 عائلة في تل أبيض قبل عام 2019، لكن هذه العائلات اختفت الآن، ومنذ 2015 باتت حوالي 35 قرية مسيحية مهجورة الآن.