تعيش المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية وكذلك المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها، أوضاعاً اقتصادية سيئة على وقع تدهور قيمة الليرتين السورية والتركية.
مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق سيطرة الفصائل
وتتعمّق الأزمات أكثر فأكثر في مناطق سيطرة الحكومة السورية مع ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية وفقدان الأغذية وارتفاع أسعارها في حال وجودها.
ومع قدوم فصل الشتاء، وبدء تغير الجو، ما زال السوريون في مناطق سيطرة الحكومة السورية والفصائل يتذكرون الشتاء المنصرم، حيث أدى فقدان المحروقات في مناطق سيطرة الحكومة السورية إلى قضاء الأهالي الشتاء الماضي بدون تدفئة، وما كان يملك أثاثاً منزلياً لجأ إلى كسر وإحراقه من أجل تدفئة المنزل لساعات في الليل مع اشتداد انخفاض درجات الحرارة.
وعلى الرغم من أن الحكومة السورية تقول إنها تبيع الخبز للمواطنين بسعر مدعوم، ولكن المواطنون يجبرون على الحصول على الخبز من خارج مخابز الحكومة، وهنا يحصلون على ربطة الخبز بسعر يتراوح بين 500 – 1000 ليرة، وهذا السعر كبير جداً ويفوق القدرة الشرائية لغالبية المواطنين في مناطق سيطرة الحكومة السورية، الذين فقدوا مصادر دخلهم نتيجة الحرب، أو باتت رواتبهم لا تساوي شيئاً مع تدهور سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
في حين لم تكن المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لأنقرة أفضل حالاً، إذ تسببت الأمطار رغم ندرتها العام الماضي، بجرف مئات الخيم، وسط انعدام المحروقات وارتفاع أسعارها في حال توافرها.
وهذا العام، تتفاقم الأوضاع أكثر فأكثر، إذ بلغ سعر الدولار في مناطق سيطرة الحكومة السورية حوالي 3500 ليرة، في حين تدهور الليرة التركية ويوم أمس سجلت مستويات قياسية لم تبلغها من قبل، حيث سجلت الليرة 9.6 ليرة مقابل الدولار الواحد، وهذا ما ينذر بارتفاع جديد وشيك للأسعار في مناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة كونها تستخدم الليرة التركية في تعاملاتها بدلاً من السورية.
ومع انخفاض الأجور، يزداد الأمر سوءا، حيث يبلغ متوسط دخل الموظف في مناطق سيطرة الحكومة السورية 100 ألف ليرة شهرياً، وهو يعتبر مبلغاً قليلاً جداً، حيث تحتاج العائلة المتوسطة المؤلفة من 4 أفراد وسطياً إلى ما يقارب 200 دولار أي ما يعادل 700 ألف ليرة شهرياً كي تستطيع العيش عند الحدود الدنيا.
وفي مناطق سيطرة الفصائل فالوضع ليس أفضل حالاً في ذلك، ففي يوم الخميس الماضي (14 تشرين الاول) أضرب أكثر من ألفي مدرس في مناطق الباب وقباسين وبزاعة في ريف حلب الشرقي، ونظموا وقفات احتجاجية على تردي الأوضاع في مناطقهم مطالبين برفع رواتبهم التي تبلغ 750 ليرة تركية أي ما يعادل حوالي 75 دولاراً فقط.
وتوسعت الاضراب ليشمل لاحقاً مناطق ريف حلب الشمالي، مثل مارع وصوران وأخترين وإعزاز.
وبدلاً من الاستماع لمطالبهم، تم تهديد المعلمين بفصلهم إن لم يوقفوا اضرابهم، حيث يطالب المعلمون برفع رواتبهم إلى ألفي ليرة تركية حتى يستطيعوا تأمين احتياجاتهم.
وتعاني مناطق سيطرة الفصائل من ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والمحروقات، وبحسب نشرة يوم الجمعة للمحروقات في مناطق سيطرة الفصائل، كانت الاسعار على الشكل التالي:
بنزين مستورد أول: 7.84 ليرة تركية، أي ما يعادل 2780 ليرة سورية.
مازوت مستورد أول: 7.56 ليرة تركية أي ما يعادل 2680 ليرة سورية.
مازوت مكرر أول: 4.78 ليرة تركية أي ما يعادل 1700 ليرة سورية
سعر اسطوانة الغاز للمستهلك: 109 ليرة تركية أي ما يعادل 38500 ليرة سورية.
أما سعر ربطة الخبز فيبلغ 2.5 ليرة تركية أي ما يعادل 885 ليرة سورية، حيث يبلغ وزن ربطة الخبز 550 غراماً فقط وعدد الأرغفة 6 فقط.
مناطق الإدارة الذاتية
أما في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فتختلف الأوضاع بشكل كلي عن مناطق سيطرة الحكومة السورية والفصائل الموالية لتركيا، حيث تعتبر الأوضاع الاقتصادية أفضل بكثير مع توفر المواد الغذائية ورخص أسعار المحروقات بشكل كبير جداً، إلى جانب ارتفاع أجور العمال والموظفين.
ويبلغ سعر مازوت التدفئة الذي توزعه الإدارة الذاتية على المواطنين بمعدل 440 لتر لكل عائلة، 75 ليرة سورية لليتر الواحد، وبإمكان المواطنين الحصول على دفعة ثانية بمعدل 220 لتر خلال فصل الشتاء، في حين يبلغ سعر المازوت الصناعي والمخصص للسيارات 150 ليرة سورية وهو متوفر بكثرة. في حين يبلغ ثمن اسطوانة الغاز 2500 ليرة سورية فقط، وهو سعر قليل جداً مقارنة مع بقية المناطق.
كما أن الرواتب التي يحصل عليها الموظفون في مناطق الإدارة الذاتية هي أعلى بكثير من المناطق الأخرى، فأقل راتب لدى الإدارة الذاتية يبلغ 270 ألف ليرة سورية، ويرتفع ليصل إلى حوالي نصف مليون وذلك بحسب الاختصاص والكفاءة والقدم.
