يمثل تمديد الولايات المتحدة لحالة الطوارئ في سوريا رسالة طمأنة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وتحدياً لتركيا في شمال وشرق سوريا.
ومدد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس، حالة “الطوارئ الوطنية” بشأن الوضع في سوريا، لاستمرار “التهديد غير العادي والاستثنائي” للأمن القومي الأميركي.
وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض، إن “الوضع في سوريا وما يتعلق بها، ولاسيما الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية لشن هجوم عسكري على شمال شرق سوريا، يقوض حملة هزيمة تنظيم (داعش) في العراق وسوريا، ويعرّض المدنيين للخطر، ويهدد كذلك بتقويض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة”. وأضاف أن الوضع في سوريا “لا يزال يشكل تهديداً غير عادي واستثنائياً للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة”.
وبدأت مؤخراً عملية تحشيد واسعة في شمال وشرق سوريا ترجمتها اندماجات الفصائل التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا، وسط تصاعد الحديث عن احتمالات شن هجمات موسعة تعد لها أنقرة منذ فترة ضد قوات سوريا الديمقراطية، بحسب تقرير لصحيفة العرب.
وإلى جانب الاندماجات الأخيرة بين الفصائل الموالية لتركيا، أفادت مصادر سورية أن عناصر “الجيش الوطني السوري” تخوض منذ فترة دورات تدريبية عسكرية على مختلف صنوف الأسلحة والتدريبات البدنية، ما يشي بتحضيرهم لمعركة محتملة ضد قسد.
وسيطرت تركيا والفصائل الموالية لها على جرابلس والباب وإعزاز عام 2016، وفي عام 2018 سيطرت على عفرين وفي عام 2019 سيطرت على رأس العين وتل أبيض في شمال وشرق سوريا.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قد أعلن حالة “الطوارئ الوطنية” بشأن سوريا في الرابع عشر من أكتوبر 2019، إثر شن تركيا والفصائل الموالية لها هجمات على رأس العين وتل أبيض.
وسمح ترامب بانسحاب معظم القوات الأميركية من سوريا ليتيح لتركيا شن هجوم على مناطق الإدارة الذاتية. وأثار الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان مخاوف في أنحاء الشرق الأوسط وخاصة شمال سوريا من أن خليفة ترامب قد يتخلى عن حلفاء بلاده في أنحاء المنطقة مع اتجاه واشنطن لاعتبار الصين التحدي الاستراتيجي الرئيسي لها.
ويرى مراقبون أن الانسحاب الأميركي من شمال سوريا سيمنح المجال أمام القوات التركية في المنطقة، كما أن الوجود الأميركي يمنع تواصل الجسر بين القوات الإيرانية المنتشرة شرقاً وحزب الله الموجود في لبنان ومناطق في غرب سوريا.
وجاء إعلان الولايات المتحدة بتمديد حالة الطوارئ بشأن سوريا بعد سلسلة من اللقاءات بين ممثلي مجلس سوريا الديمقراطية مع مسؤولين بارزين وكبار في الكونغرس الأميركي والخارجية إضافة إلى البيت الأبيض. ويقطع التمديد الأميركي أي مساع تركية لشن هجمات على شمال وشرق سوريا، بعد أن نددت بما قالت إنه تسليح أميركي للكورد.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق إنه من غير المقبول أن تنقل الولايات المتحدة أسلحة متطورة للكورد وهي تساهم بذلك في تعقيد الأزمة في سوريا. واعتبرت السياسية الكوردية إلهام أحمد أن “الولايات المتحدة قدمت الآن التزاما واضحا للكورد”، بعد موجة التشكيك في بقاء القوات الأميركية.