ساد الغموض خلال الأشهر الماضية، طبيعة التغيير التدريجي الذي طرأ على الخطاب السعودي والتركي المتبادل، وذلك عقب توتر سياسي وإعلامي وتدهور للعلاقات بين الدولتين.
اليوم، يصغي المراقبون والمتابعون بدقة لكل التحركات والتصريحات السعودية والتركية لفهم ما يجري بينهم ومحاولة استقراء مستقبل العلاقة بين الدولتين، اللتان تتنافسان على زعامة العالم الإسلامي، وخاصة بعد ظهور مؤشرات “إيجابية” من الطرفين قد تكون في إطار التمهيد لإعادة تطبيع العلاقات وفتح صفحة جديدة.
هذه الأجواء بدأت بتقديم العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز التعزية لضحايا زلزال ولاية إزمير التركية.
لم ينتظر كثيرًا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي استغل فترة التحضير لعقد قمة العشرين في السعودية حيث أجرى اتصالا مع العاهل السعودي حول ذلك، وأتبعه لقاء ودي جمع وزيري خارجية السعودية، فيصل بن فرحان آل سعود، وتركيا، ومولود جاويش أوغلو، الأمر الذي أعطى صورة أكثر وضوحا لوجهة نظر الطرفين.
ويعود أساس الخلاف، إلى دعم تركيا لتيارات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين، ودعم قطر في نزاعها الذي بدأ منذ ما يزيد على ثلاثة أعوام، والذي يتجه إلى طريق الحل.
وبجانب النزاع السياسي بين أنقرة والرياض، فأن الرياض تستشعر منافسة واضحة من قبل أنقرة على زعامة المسلمين السنة في العالم.
وفي أكتوبر من عام 2018، تصاعد التوتر بشدة بين تركيا والسعودية بعد مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية في اسطنبول في أكتوبر2018، وهي حادثة تعاملت معها أنقرة على نحو خاص وبسياسة أغضبت الرياض.
في سياق ما سبق لكن بوجهة نظر مختلفة، فإن المؤشرات الإيجابية تعطي تصورا عن مسار جديد تسلكه العلاقات التركية -السعودية.
ويرى مراقبون بأن هذا التغير هو نتيجة قرب استلام الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن سدة الحكم، والذي وجه انتقادًا لكل من تركيا والسعودية حول الحريات وحقوق الإنسان.
على الرغم من هذه المؤشرات، إلا أن هناك خلافات كبيرة وجبهات مندلعة في أكثر من منطقة بين التحالف الذي تقوده تركيا ويضم إيران، والتحالف الذي تقوده السعودية ويضم الإمارات ومصر.
قد تكون هذه الإشارات ضمن الأوراق التي استثمرتها إدارة ترامب في الانتخابات، ومنها التطبيع العربي – الإسرائيلي والذي على الرغم من توقيع اتفاقيات إلا أنه لم يحقق شيء على الأرض، بالإضافة إلى المصالحة الخليجية التي انتهت قبل أيام ببيان فضفاض.