انطلقت أعمال المنتدى الدولي للمياه في شمال وشرق سوريا، بمشاركة أكثر من 300 مندوب وشخصية من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية.
ويعقد المنتدى في صالة سردم الثقافية في مدينة الحسكة شمال وشرق سوريا، برعاية هيئة الإدارة المحلية والبيئة في إقليم الجزيرة، وبمشاركة جامعة روج آفا ومركز الفرات للدراسات.
وعلقت في صالة المنتدى صور تشير إلى شح المياه في المنطقة مع تقليص تركيا لمياه نهر الفرات وقطع مياه الشرب عن مدينة الحسكة وريفها والقادمة من محطة علوك المجاورة لمدينة رأس العين/سريه كانيه التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل الموالية لها.
وبدأت أعمال “المنتدى الدولي للمياه في شمال وشرق سوريا” بكلمة من اللجنة التحضيرية للمنتدى، ألقاها الرئيس المشترك لهيئة الإدارة المحلية والبيئة سليمان عرب، ورحب فيها بالضيوف.
وقال عرب: “أولى الحضارات البشرية نشأت على ضفاف نهري دجلة والفرات منذ آلاف السنين، وكما تعلمون المياه شريان أساسي للحياة ولمختلف النظم الأيكولوجية والاجتماعية في العالم، وتعتبر ندرتها ومصادرها واحدة من أهم التحديات التي تواجهها المجتمعات البشرية”.
وأضاف: “إن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا باتت تواجه تحديات خطيرة بسبب التغيرات المناخية وآثارها السلبية على البيئة والحياة، فضلاً عن تزايد النمو السكاني وحركة النزوح القوية من الداخل السوري، ويضاف إليها شح المياه العذبة التي أصبحت مسألة توسع الفجوة المائية بشكل شبه كامل”.
وتباع عرب: “هناك تحديات أخرى تواجه مناطق شمال وشرق سوريا في هذا السياق، تتمثل في الاحتلال التركي وازدياد نشاطه الإرهابي والظروف الأمنية التي رافقتها وكان لها تأثير كبير في صعوبة إدارة وتشغيل منظومة وشبكات المياه”.
وأكد “أن حالة المياه في مناطق شمال وشرق سوريا تعد حرجة للغاية في ظل ندرة مصادرها وحالات الجفاف وخضوعها للإرادة السياسية للدول المتحكمة بمنابعها وبالأحواض المائية والمياه الجوفية”.
ولفت عرب أن الغاية والهدف من المنتدى هو “التوصل لرؤية واقعية ومستقبلية للفرص والإمكانات المتاحة وتحجيم هذه الأزمة وتذليل التحديات الحالية والمستقبلية، وخلق نوع من التوازن المائي في المنطقة، وتسليط الضوء على المواثيق والاتفاقات الدولية بشأن المياه، وتوجيه الأنظار نحو السياسات الإقليمية وحرب احتكار المياه واستغلالها في الخلافات السياسية والاقتصادية وبيان الآثار الاجتماعية التي تخلفها حال الشح”.
وأشار الرئيس المشترك لهيئة الإدارة المحلية والبيئة، سليمان عرب، إلى أن المنتدى وضع جميع الترتيبات اللازمة لتشكيل لجنة متابعة منبثقة من المنتدى لمتابعة نتائج وتوصيات المنتدى وتحقيق أهدافها.
هذا ويتضمن برنامج المنتدى المنعقد عدة فعاليات ونشاطات إلى جانب 5 جلسات رئيسة، خلال يومين متتاليين تضم كل منها 4 محار رئيسة، من قبل مندوبين ومختصين في الشؤون المائية والأمن المائي، والبيئة والاقتصاد.