تحت عنوان (تركيا تواجه عاصفة متصاعدة في سوريا) نشر موقع المونيتور الأمريكي مقالاً سلطت فيه الضوء على مأزق أنقرة المتزايد في إدلب، حيث قُتل ثلاثة جنود أتراك الاسبوع الماضي في هجوم بالقنابل في إدلب، فيما ردت تركيا باستهداف قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا.
وأشار الموقع الى أن الصراع المستمر منذ عقدا من الزمن والذي بدأ كمحاولة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، تحول إلى حرب تركيا التي لا نهاية لها مع عدم وجود استراتيجية خروج ظاهرية. “لقد انحدر دور تركيا في سوريا إلى مستنقع دام عشر سنوات. الأسد لا يزال في السلطة بدعم من روسيا وإيران، كما أنه من غير المرجح أن تدخل إدارة بايدن في أنشطة لتغيير النظام. لذا تجد تركيا نفسها على نحو متزايد على خلاف مع كل من واشنطن وموسكو حول كل شيء تقريباً”.
وأضاف المقال إلى أن: “من المرجح أن تدعم روسيا الجيش السوري في نهاية المطاف لاستعادة مدينة إدلب، وسحق هيئة تحرير الشام وجماعات معارضة جهادية أخرى والتي تحظى بدعم تركيا”.
وبينما تواجه القوات التركية خطراً متزايدًا من هجوم سوري محتمل بدعم روسي على إدلب، يواصل أردوغان مهاجمة الأكراد السوريين في تلك المناطق التي يحتلها الجيش التركي والفصائل الموالية لتركيا.
كما لفت المقال إلى محاولات تركيا لجعل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة المصنفة على لوائح الإرهاب العالمية) أكثر اعتدالا وتشجيعها على إعادة بناء صورتها، من خلال قطع العلاقات مع الجماعات المتطرفة الأخرى، وايضا عبر محاولات دمجها ضمن “الجبهة السورية للتحرير” التي أعلن عنها مؤخراً.
إلا أنها أردفت، “افترضت تركيا أن قمع هيئة تحرير الشام للجهاديين الآخرين سيفي بالتزاماتها تجاه روسيا بالقضاء على الجماعات الإرهابية، لكن هيئة تحرير الشام عززت إمارتها الفعلية في إدلب، وحافظت العشرات من الجماعات المتطرفة مثل أنصار الإسلام وأنصار التوحيد وأنصار الدين وأجناد القوقاز والحركة الإسلامية التركستانية على وجودها في المحافظة”.
وبين المقال إلى ان فشل تركيا في إدلب في إعادة فتح الطريق السريع M4 وتوسيع المحيط الأمني حول المدينة، على النحو الذي دعا إليه اتفاقها مع روسيا، أدى إلى زيادة الضغط الروسي على أنقرة، التي تدرك خياراتها المتضائلة للنجاح في سوريا.
ويضيف المقال انه في مواجهه هذا الموقف قد تلجأ تركيا إلى فتح قنوات اتصال مع دمشق، “استعداد أنقرة لفتح قناة اتصال مع دمشق دون إنهاء دعمها لجماعات المعارضة يعكس رغبتها في تعاون محدود – ضد التوجه الكردي للحكم الذاتي، إلا أنه من غير المرجح أن تثير مثل هذه السياسة المتناقضة إعجاب دمشق”.
ويخلص المقال إلى إمكانية أن يساعد الحوار الأمريكي الروسي في تحفيز مفاوضات جادة بين دمشق والكرد، والتي بدورها قد تقلل من الوجود العسكري التركي شرق نهر الفرات، وتابع، “لقد خففت إدارة بايدن بشكل فعال عقوبات قانون قيصر على سوريا من خلال التغاضي عن دخول ناقلات النفط الإيرانية إلى ميناء طرطوس السوري وتدفق الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سوريا. هذه المؤشرات على الحوار الأمريكي الروسي المحسن لن تترك مجالًا كبيرًا لأنقرة “.
مشاركة المقال عبر