تستعر حرب إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي وقودها تغريدات وهاشتاغات تنزل فيها تركيا بثقلها عربيا من أجل الترويج للوجهة التركية كـ”مركز جديد للخلافة”، مع إصرار أردوغان على سياساته التوسعية معتمدا في ذلك على أنصار التيار الإسلامي الذين ينصبونه “خليفة للمسلمين”.
وفيما قال الرئيس التركي مؤخرا إن النشيد الوطني للبلاد بات مصدر إلهام للأمة ولجميع المظلومين في نضالهم من أجل الحرية، أثار مقطع فيديو لطالبتين تركيتين في جامعة كيريكالي (إحدى الجامعات الحكومية في تركيا وتقع في مدينة تحمل الاسم ذاته)، وهما تقدمان النشيد الوطني التركي المعروف باسم “نشيد الاستقلال” باللغة العربية، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان أردوغان قال حينها “تركيا مظلتنا المشتركة، والنشيد الوطني قاسمنا المشترك، وليس لدينا خيار سوى احتضان قاسمنا المشترك (تركيا) ونحب بعضنا في الله”. وأردف “علينا التركيز على عدم تقديم اختلافاتنا على إخوتنا، وأعتقد أنني بصفتي رئيسًا للبلاد (أقول) علينا تحويل عام النشيد الوطني التركي 2021 إلى فرصة تاريخية في هذا الصدد”.
وتصدر هاشتاغ #Arapça (أرابشا) الذي يعني “اللغة العربية” الترند على موقع تويتر في تركيا، بالإضافة إلى هاشتاغ #SiyaseteDiniAletEtme الذي يعني “لا تستخدم الدين في السياسة” وهو موجه من الأتراك إلى أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي سبق أن أكد أن “النشيد الوطني هو القيمة والقاسم المشتركيْن لـ84 مليون مواطن بمن فيهم الأتراك والأكراد والشركس والعرب والعلويون والسنة واللاز”. (وفق تعبيره)
وذكر مغردون أن النشيد باللغة العربية حيلة انتخابية لحشد الناخبين المحافظين المترددين حوله. وقال مغرد:
gimilmarduk@
النشيد الوطني العربي؛ إنه جزء من جهود أردوغان لحشد الناخبين المحافظين المترددين حوله، من خلال استفزاز العلمانيين والإدلاء بتصريحات غاضبة.
وقد ظهر أن المغرد على حق حين تدخلت الصحافية التركية أوزلام دوغان لتغرد في صفحتها على تويتر عن “العنصريين الكماليين”، نسبة إلى مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك الذين يرفضون النشيد باللغة العربية في محاولة لجر النقاشات إلى الاستقطاب السياسي:
ozlemdogan_@
إن العنصريين الكماليين المعادين للتركية العثمانية يحملون نفس الحقد على اللغة العربية، لكن لو غنّى الأطفال نشيدنا بالإنجليزية واليونانية بدلاً من العربية لصفق هؤلاء تصفيقا حارّا.
واختلف المغردون بين مؤيد ومعارض، إذ اعتبر المعارضون غناء النشيد الوطني بلغة غير التركية “شكلا من أشكال إقحام الدين في السياسة”. وكتب مغرد:
Kozturk_34@
إذا كان من الممكن قراءة النشيد الوطني باللغة العربية فيمكن أيضًا قراءة الأذان والقرآن باللغة التركية.
أليس كذلك يا سادة؟
واعتبر معلق:
ebugargamel@
غناء النشيد الوطني بالعربية أقل ما يقال عنه إنه خيانة.
فيما قال مغرد:
KemalTarikYolcu@
حالة البلاد يرثى لها؛ ففي حين أن هناك العديد من القضايا للحديث عنها كان جدول أعمال اليساريين هو الاستيلاء على كلس (مدينة في جنوب تركيا) من قبل السوريين والنشيد الوطني التركي الذي تم أداؤه باللغة العربية، أو الأذان باللغة التركية. هذه المعارضة هي التي تبقي أردوغان على قيد الحياة. بتعبير أدق، هذه هي سطحية العقلية المعاكسة.
أحوال تركية