قالت الأحزاب السياسية في مجلس سوريا الديمقراطية إن ما يجري في درعا هو “رفض للتعامل العسكري والأمني والحلول الترقيعية لكل من النظام والوسيط الروسي”، وأعربت عن تضامنها مع درعا “التي لم تساوم وتفاوض على دماء شهداءها” وأكدت إن الإدارة الذاتية بإمكانها أن يصبح مثالاً للحل في سوريا.
وأصدرت أحزاب مجلس سوريا الديمقراطية، اليوم الأربعاء، بياناً بصدد الأوضاع التي تشهدها درعا، والمفاوضات التي لا تزال جارية بين الوفد الروسي ولجان التفاوض، وقرئ البيان من قبل عضو الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية ورئيس حزب الحداثة، إبراهيم الثلاج، وذلك أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة قامشلو.
وقال البيان: “نعلن تضامننا مع أهلنا الصامدين في درعا مهد الثورة السورية، حيث انطلقت الشرارة الأولى عام 2011 وانتقلت إلى باقي المناطق بالخروج للتعبير عن طموح كل السوريين لكسر غلال الاستبداد والدكتاتورية ورفعت شعارات الحرية والعدالة والكرامة الديمقراطية”.
وتابع البيان: “لكن ردة فعل النظام كانت متوحشة للغاية من خلال القتل والاعتقال وحصار المدن والأحياء والمناطق لفرض الاستسلام على الشعب السوري، وأخذت رائحة الجوع والموت وظاهرة الباصات الخضراء لتهجير السوريين خارج بلداتهم تنتشر هنا وهناك”.
ولفت البيان إلى أن درعا البلد تشهد اليوم منعطفاً خطيراً، حيث بدأت عودة الحصار والقصف عليها بعد فترة تهدئة بوجود الضامن الروسي من خلال مصالحات وتسويات واتفاقات عبر رعاية دولية.
وأكد البيان أن الهدف من الحصار والقصف هو فرض الاستسلام على أبنائها مرة أخرى، “الذين رفضوا الذل والانكسار وأن يكونوا ألعوبة بيد هذا أو ذاك ممن حولوا القضية السورية إلى باب متاجرة وبازارات وصفقات”.
وأضاف: “كما رفضوا أن يرتموا بأحضان هذه الدولة أو تلك لتوجههم حسب مصالحها وأهدافها ومشاريعها، والحال فإن ما يجري في درعا وجوارها إما أن يكون دليلاً على أن المصالحات التي أجراها النظام لا تتجاوز أن تكون ترقيعات تهرباً من حلول جذرية بنيوية تأخذ سوريا نحو الاستقرار والسلام والرفاه وبناء نظام ديمقراطي لا مركزي يضمن حقوق جميع السوريين حسب قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
وعدّ البيان مقاومة الشعب في درعا “ما هي إلا رد ورفض للتعامل العسكري والأمني والحلول الترقيعية لكل من النظام والوسيط الروسي”.
وأعلنت الأحزاب خلال بيانها تضامنها مع أبناء درعا الصامدة “التي لم تساوم وتفاوض على دماء شهدائها وبقيت تتشبث بمطالب السوريين بالحرية والكرامة والعدالة”.
ورأت الأحزاب أن تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية لمناطق شمال وشرق سوريا، بإمكانها أن تصبح مثالًا للحل في سوريا يسمح بإعادة لحمة الجغرافية السورية، والشعب السوري وبانتقال ديمقراطي منشود.
ودعا البيان في ختامه الأطراف الفاعلة في الوضع السوري، وكل دعاة الحرية والعدل في العالم إلى العمل بشكل فعال لحقن دماء السوريين وحقهم بالعيش بحرية وكرامة واستقلال.
مشاركة المقال عبر