جددت المعارضة التركية هجومها على نظام حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان، لإصراره على الإبقاء على الجنود الأتراك بأفغانستان بعد التطورات الأخيرة.
وفي هذا الصدد شدد فائق أوزتراق، المتحدث باسم الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، على ضرورة عودة الجنود إلى البلاد، بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المعارض المذكور عقب اجتماع اللجنة المركزية لحزبه، مساء الاثنين، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة “يني جاغ” المعارضة.
أوزتراق انتقد كذلك تصريحات سابقة أدلى بها أردوغان، حينما قال في تصريحات مثيرة قبل أيام إنه “ليس هناك اختلاف في المعتقد مع طالبان. ويمكنني عقد اجتماع مع زعيم الحركة”.
وتابع متحدث الحزب المعارض قائلاً: “لقد واصل أردوغان بالأمس التودد إلى طالبان.. إن كان لك عمل في أفغانستان فلتكن مسؤولًا عن ذلك، لترسل رجالك الذين يقولون سنموت من أجلك أو أرسل رجال صادات (شركة الأمن الخاصة التركية)”.
ودعا أردوغان لإعادة الجنود الأتراك، وحمل إياه واجب سلامتهم، قائلاً: “لترفع يدك عن جنودنا. نحن نحذرك لآخر مرة. ستكون مسؤولًا عن أصغر حجر يلامس أرجل جنودنا في أفغانستان”.
وعلى نفس النسق، طالبت ميرال أكشينار، زعيمة حزب “الخير” المعارضة، حكومة أردوغان بضرورة سحب الجنود الأتراك فورًا من أفغانستان.
جاء ذلك في تغريدة نشرتها أكشينار على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مع مقطع فيديو يظهر احتشاد مئات الأفغان بمطار العاصمة الأفغانية، وهم يحاولون الصعود على متن طائرة أمريكية كانت تستعد للإقلاع، ما أسفر عن مقتل بعضهم.
وأضافت أكشينار في تغريدتها قائلة “يقولون (في إشارة لأردوغان ونظامه) يجب بقاء الجنود الأتراك في أفغانستان.. أخي هل بقيت أفغانستان حتى يبقى جنودنا؟! توقفوا عن الهراء من أجل الولايات المتحدة الأمريكية. واسحبوا جنودنا من هذا المستنقع على الفور”.
بدوره، وفي تغريدة مماثلة مرفقة بمقطع الفيديو نفسه، انتقد لطفي تورقان، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “الخير” إصرار الحكومة على بقاء الجنود الأتراك في أفغانستان.
وقال تورقان في تغريدته التي تابعتها “العين الإخبارية”: “هذا هو مطار كابول! لا يمكنني أن أعرف ماذا بمقدوري أن أكتب بعد ذلك؟!”.
يأتي ذلك في ضوء ما تشهده الساحة الأفغانية من تنافس حاد بين العديد من القوى الإقليمية والدولية التي تسعى إلى ملء الفراغ الذي سيُخلفه الانسحاب الكامل لقوات الولايات المتحدة الأمريكية، وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بحلول أيلول/سبتمبر 2021، بالتوازي مع حرص حركة طالبان على تعزيز نفوذها وتوسيع نطاق سيطرتها على الأراضي الأفغانية بعد حرب دامت 20 عامًا.
ويبذل أردوغان جهوداً من أجل التحول إلى رقم مهم في الترتيبات السياسية والأمنية التي يجري العمل على إعادة صياغتها في أفغانستان خلال المرحلة المقبلة.
مشاركة المقال عبر