يواصل رجال الإطفاء في تركيا محاولات إخماد النيران المشتعلة منذ أسبوع وسط دعم دولي لها لم تطلبه أنقرة منذ البداية ما أثار غضبا إزاء رجب طيب أردوغان.
وسارع الاتحاد الأوروبي إلى مد يد العون إلى تركيا الاثنين لإخماد تلك النيران التي أودت بحياة ثمانية أشخاص حتى الآن.
وأتت حرائق الغابات التي تجتاح منتجعات ساحلية تركية تطل على المتوسط وبحر إيجه على مساحات واسعة من الغابات العذراء وأدت إلى إجلاء السياح من فنادقهم.
وامتدت تداعيات الكارثة إلى أبعد من الغابات إذ عرّضت أردوغان، الذي يخوض انتخابات لتمديد حكمه لعقد ثالث، إلى موجة انتقادات بسبب طريقة تعاطيه مع الكارثة، بحسب تقرير لصحيفة العرب.
وتعرّض الرئيس التركي إلى انتقادات شديدة خصوصا نهاية الأسبوع لرميه أكياس الشاي للسكان أثناء قيامه بجولة في إحدى المناطق الأكثر تضررا فيما رافقه عدد كبير من عناصر الشرطة.
ووجه زعيم المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، انتقادا لاذعا لأردوغان، على خلفية تأخر السيطرة على حرائق الغابات المستعرة منذ الأربعاء الماضي.
وقال كيليتشدار أوغلو موجها خطابه للرئيس التركي “ليتك اشتريت طائرات إطفاء بدلا من طائراتك الخاصة”. وأضاف “أن أردوغان اشترى 13 طائرة خاصة لنفسه، ولكنه كان يمكن أن يشتري طائرة واحدة لنفسه، ويشتري 12 طائرة إطفاء أخرى لإخماد الحرائق”. وأوضح زعيم المعارضة أن “أردوغان في السلطة منذ 19 عاما، فإذا تم شراء طائرة إطفاء واحدة كل عام، ستكون لدى تركيا اليوم 19 طائرة إطفاء”.
وجاء حديث كيليتشدار ردا على إعلان الحكومة التركية بأنها لا تملك طائرات مخصصة لمكافحة الحرائق ويتعيّن عليها بالتالي الاعتماد على المساعدة الخارجية لمكافحة النيران.
ومع ذلك رفضت الحكومة التركية طلب المساعدة حيث أدان الاثنين فخرالدين ألتون مدير دائرة الاتصال الخاصة بالرئيس أردوغان حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بذلك. وشكر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بروكسل لإرسالها طائرة من كرواتيا وطائرتين من إسبانيا.
وأفاد الاتحاد الأوروبي بأنه “يتضامن بشكل كامل مع تركيا في هذه الأوقات الصعبة للغاية”، في رسالة هدفها إظهار حسن النية بعد عام من الخلافات بين الطرفين.
وفي البداية حمّل مكتب أردوغان مخرّبين مسؤولية الحرائق علما أن وسائل الإعلام المرتبطة بالحكومة ربطتها بالمسلحين الأكراد. لكن ما لبثت أن تبخرت هذه النظرية مع ارتفاع عدد الحرائق.
وأفادت مديرية الغابات التركية عن تسجيل 105 حرائق في 35 بلدة ومدينة في أنحاء البلاد منذ الأربعاء. وأشارت إلى تواصل اشتعال سبع منها الاثنين، معظمها على مقربة من مدينتي أنطاليا ومرماريس السياحيتين.
وحذّرت هيئة الأرصاد السكان من رداءة نوعية الهواء فيما عانى قاطنون من صعوبات في التنفس في حين بقي متطوعون من دون نوم عدة أيام وهم يحاولون مساعدة عناصر الإطفاء المنهكين على إنقاذ الغابات التي أشار خبراء إلى أن إعادتها كما كانت ستستغرق أجيالا.
وقال إفران أوزكان الذي يقطن مارماريس من أمام مركز للمساعدات أقيم على جانب طريق مؤد إلى التلال المشتعلة “إنها كارثة”. وأضاف “لا يمكن للعديد من سكان مرماريس، مثلي، النوم بسلام بينما تشتعل هذه الحرائق”. وجلس عناصر إطفاء وضعوا كشّافات على رؤوسهم يتناولون وجبات خفيفة ومياه جمعها السكان من البلدات المحيطة.
وتأهّبت قوارب الإنقاذ قرب شاطئ مرماريس لإجلاء أي أشخاص في حال اتسعت رقعة الحرائق حيث لم يعد من الممكن دخول المدينة. وقال أوزكان “علينا أن نتحلى بالمسؤولية حيال أراضينا لمنع احتراق مستقبلنا، لكن الوضع سيء للغاية الآن”.