بدأت شركة تطلق على نفسها اسم “غرين إنيرجي” باستجرار الكهرباء من تركيا منذ مطلع أيار/مايو لتغذية المدن والبلدات الكبرى في محافظة إدلب، بعد حصولها على موافقة السلطات التركية وحكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام.
ويعدّ استجرار الكهرباء وجهاً آخر من وجوه النفوذ التركي المتزايد في مناطق الشمال السوري، حيث تحتفظ أنقرة بتواجد عسكري ونقاط مراقبة وتدعم فصائل سورية موالية لها.
وتوقفت الحكومة السورية منذ سيطرة الفصائل المقاتلة والمعارضة على إدلب صيف العام 2015 تدريجاً عن إمداد المناطق الخارجة عن نفوذها بالكهرباء وخدمات أخرى. وخلال سنوات من المعارك الطاحنة، لم تسلم المحطات والشبكات من القصف، عدا عن تعرضها للتخريب والنهب.
وبدأت الشركة بالعمل في البداية على إنشاء محطة تحويل في الجانب التركي، تولّت الحكومة التركية تجهيزها. وفي مرحلة ثانية، انشئت محطة استقبال في مدينة حارم، تكفّلت الشركة بتجهيزها، ومن ثم بدأت ورش وعمال يرتدون سترات صفراء تحمل اسم الشركة بالانتشار في الشوارع، لإيصال الكهرباء إلى الشبكة.
واعتمد السكان خلال السنوات الأخيرة على مولدات خاصة أو على الاشتراك في مولدات يملكها متمولون أو قوى محلية، فضلا عن ازدهار ألواح الطاقة الشمسية.
وتقتصر التغذية حالياً على المدن “ذات الكثافة السكانية الأعلى”، كإدلب وحارم وسرمدا والدانا وسواها، ويصل عدد ساعات إمداد المنازل بالطاقة الكهربائية، إلى حوالي 10 ساعات يومياً، مقابل 50 ليرة للأمبير الواحد (أي ما يزيد عن 18 ألف ليرة سورية للأمبير الواحد).
وتستخدم الشركة الليرة التركية في تسعير الأمبيرات، كون العملة التركية هي المتداولة في مناطق النفوذ التركي في شمال وشمال غرب سوريا.
وتحظى تركيا بنفوذ متزايد في مناطق في محافظة حلب (شمال)، سيطرت عليها تدريجاً بموجب هجمات عسكرية عدة شنتها منذ العام 2016، على غرار مدن جرابلس وإعزاز وعفرين. وإلى جانب رعايتها لمجالس محلية أنشأتها لإدارة تلك المناطق وتواجد عسكري لقواتها، ضاعفت تركيا استثماراتها في قطاعات عدة. وتتواجد فيها مكاتب بريد واتصالات وتحويل أموال تركية ومدارس تعلّم باللغة التركية.