قال برلمانيون أتراك أن الحكومة التركية ترفض الإفصاح عن كيفية إنفاق المساعدات المالية التي تحصل عليها من الاتحاد الأوروبي للاجئين السوريين، فيما أكد سوريون أنهم لم يروا شيئاً من المساعدات.
وأكد برلمانيون من حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا أن الحكومة التركية ترفض الإفصاح عن كيفية إنفاق المساعدات المالية التي قدمها الاتحاد الأوروبي للاجئين السوريين لافتين إلى أن السوريين المقيمين في تركيا بحالة يرثى لهم ولم تتم تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وقال النائب عن حزب الشعب الجمهوري نائب رئيس اللجنة المواءمة مع الاتحاد الأوروبي أوزكان ياليم: “منح الاتحاد الأوروبي 3.5 مليار يورو لتركيا بشكل غير مباشر لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا”.
وأضاف: “إلا أننا لا نعلم ما إذا كانت الحكومة قد أنفقت هذا المبلغ لتلبية احتياجات السوريين أم لا، لأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والوزراء المعنيين يبقون هذا الموضوع سرا ويرفضون الإفصاح عن كيفية إنفاقه، لذا لم نتمكن من الوصول إلى معطيات بهذا الصدد”.
وأشار في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية إلى أن الحكومة التركية تقول إنها أنفقت المبلغ الذي قدمه الاتحاد الأوروبي لمساعدة اللاجئين على تنفيذ مشاريع في مخيماتهم، إلا أنه لا توجد لدينا أي معطيات رسمية حول إنفاقه على مشاريع تتعلق بالسوريين بسبب رفض الحكومة تقديمها لنا”.
من جانبه، قال النائب عن حزب الشعب الجمهوري عضو اللجنة البرلمانية الفرعية للهجرة والمواءمة محمود تنال: “ترفض الحكومة تقديم المعلومات لنا بشأن كيفية إنفاق المبالغ المقدمة من الاتحاد الأوروبي لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا” لافتا إلى أن “الحكومة لا تتصرف بشفافية بهذا”.
وأضاف: “موقف الحكومة التركية غير الشفاف يثير الشكوك حول كيفية إنفاق المنح المقدمة من الاتحاد الأوروبي لتلبية احتياجات السوريين وما إذا كانت تنفق عليهم فعلاً أم لا”.
ولفت في تصريح للوكالة الروسية إلى أن اللاجئين السوريين يعيشون في وضع سيء يرثى له في تركيا موضحا: ” من المفروض أن يتم إنفاق المساعدات المالية المرسلة من الاتحاد الأوروبي على العمال الموسميين السوريين المقيمين في تركيا، ولكن العمال السوريين يقيمون في خيم ممزقة غير صحية وغير صالحة للعيش بأماكن عملهم ويغرقون في المياه عندما تهطل الأمطار، ومحرومون من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء”.
وتابع: “هناك نحو 30 ألف عامل موسمي سوري في تركيا وأبناؤهم محرومين من التعليم ويعيشون في حالة بؤس يرثى لها وهذا ينطبق على أغلبية السوريين المقيمين في بلدنا”.
من جهة أخرى، أكد مصدر من المعارضة السورية في تصريح خاص للوكالة: “حسب علمنا الاتحاد الأوروبي قدم منحة لتركيا من أجل تلبية احتياجات السوريين، ووزعتها الحكومة التركية على فرع الهجرة بإدارة الطوارئ والكوارث التركية (آفاد) والهلال الأحمر وهيئة الإغاثة الانسانية وحقوق الانسان والحريات لاستخدامها في رعاية مشاريع للسوريين منها التعليم والصحة والاحتياجات الأساسية، حيث (آفاد) والهلال الأحمر، كانا يحولان مبلغاً صغيراً لبطاقات إئتمان ممنوحة للسوريين المقيمين في المخيمات في تركيا لإنفاقها على احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء”.
وتابع: “إلا أننا كسوريين لم نر أي مشاريع نفذها الهلال الأحمر وآفاد وهيئة الإغاثة الانسانية وحقوق الانسان ولا نعلم عنها أي شيء”.
من جانبه، قال مسؤول في هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الانسان التركية: “لم تمنح الحكومة التركية هيئة الإغاثة الانسانية وحقوق الإنسان أي مبلغ من المساعدات المالية التي قدمها الاتحاد الأوروبي لتلبية احتياجات السوريين وكنا نتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بخصوص مساعدة اللاجئين السوريين”.
وقالت مواطنة سورية مقيمة في إسطنبول: “إن اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا لا يتلقون أي مساعدات مالية من الحكومة” موضحة: “لدينا بطاقة إئتمان منحتها لنا البلدية في إسطنبول لتلبية احتياجاتنا الأساسية حيث يتم تحويل 120 ليرة تركية للشخص الواحد (ما يعادل 14 دولار) شهريا، كما تقوم البلديات والهلال الأحمر بتوزيع السلل الغذائية على السوريين بين الحين والآخر بمساعدة من دول أوروبية”.