اشتـ ـباكـ ـات جرمانا: 14 قتـ ـيـ ـلاً وحركة نـ ـزوح خـ ـوفـ ـاً من انتهـ ـاكـ ـات طـ ـائـ ـفية

أزمة جرمانا تكشف هشاشة الوضع الأمني والاجتماعي في مناطق سلطة دمشق

شهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق خلال الساعات الماضية تصـ ـعيداً خطـ ـيراً في وتـ ـيرة العـ ـنـ ـف، خـ ـلـ ـف 14 قـ ـتيـ ـلاً على الأقل وعشرات الجـ ـرحـ ـى، وسط أجـ ـواء من التـ ـوتـ ـر الطـ ـائـ ـفي والاحتـ ـقـ ـان الشعبي، أعقـ ـبـ ـها حـ ـركة نـ ـزوح لعائلات خـ ـشـ ـية ارتـ ـكاب انتـ ـهـ ـاكـ ـات أو أعمـ ـال انتـ ـقـ ـامية بحـ ـقهم.

حصيلة أولية للضحايا والجرحى

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أسفرت الاشتباكات العنيفة التي اندلعت مساء الاثنين عن مقتل 14 شخصاً في حصيلة غير نهائية، بينهم: 7 من أبناء المدينة المدنيين، أصيب منهم 15 آخرون بجراح متفاوتة، بعضهم بحالة حرجة. و7 عناصر من القوات الرديفة لسلطة دمشق مع تسجيل إصابات إضافية في صفوفهم.

مصادر محلية أكدت أن الأرقام مرشحة للارتفاع في ظل وجود جرحى بحالة حرجة، وصعوبات في الوصول إلى بعض المصابين بسبب حدة التوتر وقطع الطرقات في بعض الأحياء.

خلفية الاشتباكات: تسجيل صوتي مفبرك يشعل فتيل الفتنة

وبدأ التوتر بعد تداول تسجيل صوتي مفبرك منسوب لشخص من الطائفة الدرزية، يتضمن إساءات اعتبرت مهينة للرموز الإسلامية، ما تسبب في حالة من الغضب الشعبي والتحريض الطائفي، انعكست مباشرة على الأرض، حيث شهدت المدينة اشتباكات بين مجموعات مسلحة محلية وعناصر مهاجمة موالية لسلطة دمشق، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إلى جانب قصف مدفعي من جهة حي النسيم، ما أدى إلى إصابة أحياء سكنية ووقوع أضرار مادية، وسط حالة من الذعر بين الأهالي.

انتشار أمني وفرض حظر تجوال

ومع تدهور الأوضاع، انتشرت قوات تابعة لوزارة الداخلية السورية على مداخل ومخارج المدينة، تمهيداً لفرض حظر تجوال جزئي، في محاولة للسيطرة على الوضع وضبط الأمن، لا سيما بعد ورود أنباء عن تحركات مسلحة تهدد بتوسيع رقعة الاشتباكات إلى أحياء أخرى.

موجة نزوح وقلق شعبي

وأمام تدهور الأوضاع، غادرت عائلات بأكملها من المدينة خلال الساعات الماضية، خشية من وقوع انتهاكات طائفية أو أعمال انتقامية، خاصة في ظل غياب ضمانات حقيقية لحمايتهم، كما غادرت 3 حافلات تقل طلاباً من الطائفة الدرزية كانوا قد وصلوا من محافظات سورية أخرى، بعد تصاعد حدة الخطاب الطائفي وتزايد التحريض في وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً في المدن الجامعية في حلب وحمص.

هدوء حذر ومخاوف من التصعيد

حتى مساء الثلاثاء، سُجل هدوء حذر في أحياء جرمانا، وسط تواجد أمني مكثف، دون أن تصدر أي تصريحات رسمية عن الجهات الحكومية بشأن ملابسات الأحداث أو الجهود المبذولة لاحتوائها. في المقابل، دعت شخصيات محلية ومجتمعية إلى ضبط النفس والاحتكام إلى الحوار لتفادي انزلاق الأمور إلى صراع أهلي مفتوح.

تداعيات أوسع محتملة

ويرى مراقبون أن هذه الأحداث قد تكون مقدمة لتصعيد أخطر في محيط دمشق، في ظل هشاشة الوضع الأمني وضعف الثقة بين المكونات المجتمعية، خاصة مع غياب مبادرات مصالحة حقيقية، واستمرار الخطابات الطائفية التي تغذي حالة الانقسام. كما أن تكرار مشاهد العنف الطائفي في مناطق مختلطة مثل جرمانا يعكس مدى خطورة غياب المعالجة السياسية والاجتماعية لملف السلم الأهلي في سوريا.

مشاركة المقال عبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى