تركيا تخـ ـطط لإدخال “تحـ ـريـ ـر الشـ ـام” إلى التحالف الدولي عبر فبـ ـركة تهـ ـديـ ـدات من د..ا..عـ ـش
مسرحيات مصورة: كيف تستخدم تركيا د..ا..عـ ـش لتلميع هيـ ـئة تحـ ـرير الشـ ـام؟

أكدت مصـ ـادر موثوقة من العاصمة دمشق، أن جهـ ـاز الاستـ ـخبـ ـارات التركية (MİT) أرسل تعلـ ـيمات جديدة إلى قيـ ـادته الميـ ـدانية في سوريا لتـ ـنفـ ـيذ مخـ ـطط مشترك مع استـ ـخبـ ـارات حكومة “هيـ ـئـ ـة تحـ ـريـ ـر الشـ ـام”، وذلك تحت إشـ ـراف مباشر من أنـ ـس خطـ ـاب وأبـ ـو جـ ـراح العراقي، الذي كان قيـ ـاديـ ـاً سابقاً في تـ ـنـ ـظـ ـيـ ـم د..ا..عـ ـش وأصبح حالياً أحد أبرز قـ ـادة الهـ ـيـ ـئـ ـة.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها المصادر، فإن الخطة التركية تهدف إلى إثارة حالة من الذعر والتوتر داخل صفوف قوات التحالف الدولي، عبر خلق انطباع بوجود تهديد مباشر من تنظيم داعش ضد “هيئة تحرير الشام”، مما يمهد الطريق لدفع الهيئة إلى الواجهة كشريك أساسي في الحرب على داعش.
تفاصيل المخطط
وتتمثل الخطة، حسب المصادر، في نشر مقاطع مصورة تُظهر تنظيم داعش وهو يهدد حكومة “تحرير الشام” وقائدها أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، مع التركيز على خطر الاغتيال.
وقد بدأ تنفيذ المخطط بالفعل، حيث نشر داعش خلال الأسبوع الأخير مقطعين مصورين يهدد فيهما أحمد الشرع مباشرة، مما دفع السفارة الأميركية إلى إصدار تحذيرات عاجلة لمواطنيها بتجنب السفر إلى سوريا، ومغادرة دمشق لمن هم داخلها.
ووفقاً للمصادر، فإن أحد الفيديوهات تم تصويره في بلدة دانا بمحافظة إدلب، في نقطة تخضع لسيطرة الاستخبارات التركية. وقد كلف جهاز المخابرات التركية أحد عملائه، ويدعى محمد الساجوري، وهو قيادي سابق في تنظيم داعش ويعمل حالياً لصالح تركيا، بإعداد هذه التسجيلات المفبركة.
الغرض الرئيسي من هذه الخطة، حسب ذات المصادر، هو خلق مبرر لتركيا للمطالبة بضم حكومة “هيئة تحرير الشام” إلى التحالف الدولي لمكافحة داعش، وإعادة صياغة المشهد السياسي والعسكري في سوريا بما يتناسب مع مصالحها.
تصعيد ميداني مدروس
ولا تقتصر الخطة على البروباغندا الإعلامية فقط، بل تتضمن أيضاً تنفيذ تفجيرات في مناطق خاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”، واستهداف كوادر الهيئة عبر عمليات تفخيخ مُحكمة عبر سيارات مفخخة تُنسب لاحقاً لتنظيم داعش.
وتشير المصادر إلى أن التنفيذ الميداني لهذه العمليات سيتم عبر “غرفة العمليات الخاصة” المرتبطة مباشرة بمركز القيادة الاستخباراتية التركية في أنقرة.
كما تخطط تركيا لإرسال رسائل إلى السفارات والقنصليات الأجنبية في كل من سوريا وتركيا، تحثهم فيها على دعم إدخال “هيئة تحرير الشام” ضمن قوات التحالف الدولي، بذريعة محاربة داعش.
دور استخبارات هيئة تحرير الشام
وبالتوازي مع تحركات المخابرات التركية، ستقوم استخبارات حكومة “هيئة تحرير الشام” بإبلاغ البعثات الدبلوماسية في سوريا بمعلومات تفيد بأن تنظيم داعش يخطط لاستهداف مناطق حساسة وشخصيات أجنبية مهمة، في محاولة لدفع المجتمع الدولي إلى القبول بانضمام الهيئة إلى جهود مكافحة الإرهاب.
الأهداف الاستراتيجية للمخطط
وبحسب المصادر، فإن الأهداف التركية من هذا المخطط تتلخص في “فرض الاعتراف الدولي بحكومة “هيئة تحرير الشام” كسلطة شرعية في سوريا. ورفع العقوبات الدولية المفروضة على الهيئة. وتقليص اعتماد التحالف الدولي على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كقوة رئيسية في محاربة داعش. والحفاظ على “هيئة تحرير الشام” كطرف أساسي في سوريا، بما يخدم المصالح التركية”.
السياق الأوسع
ويأتي هذا المخطط في سياق تصاعد التحركات التركية في سوريا، حيث تسعى أنقرة منذ بداية الأزمة السورية إلى إعادة تشكيل الخارطة السياسية والعسكرية في البلاد لصالحها، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية عليها بخصوص سياستها تجاه الجماعات الجهادية.
وتعتبر تركيا أن “هيئة تحرير الشام”، التي كانت مدرجة سابقاً على قوائم الإرهاب، باتت أداة قابلة للتطويع يمكن استخدامها لتحقيق مكاسب إقليمية ودولية، عبر إعادة تقديمها كـ”شريك فعال” في الحرب ضد الإرهاب، بدل أن تبقى مصنفة كتنظيم متطرف.
وترى تركيا أن إدخال “هيئة تحرير الشام” ضمن التحالف الدولي ضد داعش سيعود عليها بفوائد استراتيجية مهمة، أبرزها تخفيف الضغوط الأميركية المتعلقة بالشروط الصارمة التي ترفض الاعتراف بحكومة الهيئة ما لم تتخلص من العناصر الأجنبية في صفوفها.
إذ أن انضمام الهيئة إلى التحالف، سيوفر لها غطاءً شرعياً يسمح لها بالاحتفاظ بالعناصر الأجنبية واستخدامهم في العمليات ضد تنظيم داعش، مما سيؤدي عملياً إلى تجاوز مطلب واشنطن القديم بإبعاد هؤلاء المقاتلين. وبذلك، تستفيد أنقرة من غض الطرف الأميركي عن هذه المسألة الحساسة، مقابل إظهار “تحرير الشام” كقوة فاعلة في مواجهة داعش، بما يخدم أهداف تركيا في تعزيز نفوذها في سوريا.