خطة سورية تركية لإخـ ـفاء المقـ ـاتلين الأجـ ـانب والالتفاف على شروط واشنطن

في إطار سياسات التدخل المباشر لتركيا في الشأن السوري، تنفذ المخابرات التركية بالتنسيق مع هيئة تحرير الشام، خطة موسعة لإبقاء المقاتلين الأجانب في سوريا، في تحد وخداع واضح لواشنطن.
برز موضوع المقاتلين الأجانب في سوريا بعد ظهورهم بشكل علني عقب سقوط نظام البعث وسيطرة هيئة تحرير الشام على السلطة. حيث أقدم الشرع وقتها على منح رتب عسكرية على عدد من قادة الفصائل الأجنبية.
وتصاعدت المطالب بالنظر إلى وضع المقاتلين الأجانب في سوريا، بعد ورود معلومات عن ممارسات وانتهاكات ارتكبتها هؤلاء المسلحين بما فيها انتهاكات ومجازر في الساحل السوري.
وكان موضوع عدم إشراك الأجانب في الحكم في سوريا وخاصة في الجيش، وإخراجهم من سوريا، من ضمن قائمة مؤلفة من 8 مطالب سلمتها الولايات المتحدة الأمريكية لسوريا كشرط لتخفيف العقوبات الاقتصادية على سوريا.
موافقة في العلن.. ومخطط خطير في الخفاء
ورغم أن الحكومة السورية أبدت موافقة علنية حول موضوع المقاتلين الأجانب في سوريا، ومنها ما جاء في رسالة جوابية من الحكومة السورية على المطالب الأمريكية والتي تتضمن إيقاف منح الرتب العسكرية للمقاتلين الأجانب. إلا ما يجري على أرض الواقع مخالف تماماً.
فمن جهة تتوارد معلومات حول مساع تركية خفية تتضمن العمل على خطة تشمل إدراج بيانات 8 آلاف مسلح أجنبي إلى السجل المدني السوري، وهو ما يتضمن مسلحين من جنسيات متعددة تشمل تركيا، والعالم العربي، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وأفغانستان. بهدف تمكين هؤلاء المسلحين من الاندماج في المؤسسات الحكومية السورية عبر تجنيسهم وتحويلهم إلى مواطنين سوريين.
إخفاء وتمويه إلى حين الحاجة
وبحسب مصادر فإن أفضى اجتماع بين المخابرات التركية ومخابرات هيئة تحرير الشام إلى رسم خطة محكمة تتضمن إخفاء المقاتلين الأجانب وخداع الرأي العالم بما فيها أمريكا.
وتشمل الخطة الإيعاز للمقاتلين الأجانب من جنسيات شيشانية، أوزبكية، مصرية، طاجيكة، أيغورية وتونسية، بتغيير الملابس، استصدار بطاقة هوية سورية، وعدم الخروج من المعسكرات والمقرات العسكرية المخصصة لهم. وبحسب المعلومات فقد تم البدء بالفعل منذ أول يوم أمس عمليات نقل الأجانب إلى المعسكرات.
تركيا قلقة
تشعر المخابرات التركية بالكثير من القلق حيال تصاعد المطالب الدولية بحق قضية المقاتلين الأجانب في سوريا، لعدة أسباب، من أهمها أن جميع المقاتلين الأجانب أو معظمهم عبروا إلى سوريا عبر تركيا وبتسهيلات من المخابرات التركية. كما أن للمخابرات التركية صلة غير نظيفة بجميع هذه الفصائل كشريكة في العديد من الانتهاكات والجرائم في مناطق سورية مختلفة.
ومن جهة أخرى لا ترغب تركيا بإخراج المقاتلين الأجانب من سوريا حتى لا تفقد إحدى أوراقها المهمة من أجل التدخل في الشأن السوري، أو حتى من أجل محاولة تجنيدهم وإرسالهم إلى مناطق خارج تركيا لتنفيذ سياسات ومصالح تركية معينة، كما فعلت وتفعل مع العديد من الفصائل السورية.
وبناء عليه فقد أوعزت المخابرات التركية لقادة الفصائل الأجنبية بمنع العناصر والمقاتلين من مغادرة معسكراتهم أو الاختلاط مع الناس. وفي حال اضطروا للخروج يجب عليهم حمل بطاقات تابعة لوزارة الدفاع السورية وارتداء زي قوات وزارة الدفاع حتى لا يتم التعرف عليهم.
كما هددت مخابرات هيئة تحرير الشام كل العناصر الأجانب بإعادتهم إلى بلدانهم في حال عدم الالتزام بهذه التعليمات.
وتسعى هيئة تحرير الشام من هذا الإجراء إلى إخفاء العناصر الأجانب ومن ثم إخطار الولايات المتحدة الأمريكية بإنهاء هذا الملف. وتشمل خطة إخفاء العناصر الأجانب بنقلهم إلى معسكرات وزارة الدفاع ودمجهم مع عناصر الوزارة، وعُرف من المعسكرات التي سيتم إرسالهم إليها، معسكر القطيفة، معسكر الحرس الجمهوري في دمر، معسكر الفرقة 8 في حمص، معسكر الفرقة الأولى في الكسوة، معسكر وزرة الدفاع في إيكاردا في حلب، ومعسكر القوات البحرية في طرطوس.