كشفت مصادر خاصة مطلعة على ملفات أمـ ـنـ ـية حسـ ـاسة عن مخـ ـططات يجري إعدادها بإشراف مباشر من الاستـ ـخبـ ـارات التركية، تهدف إلى زرع الفـ ـتـ ـنة الطـ ـائـ ـفـ ـية وزعـ ـزعة الاستقرار في مناطق الساحل السوري، وبشكل خاص في محافظتي طرطوس واللاذقية، حيث تقطن النسبة الأكبر من أبناء الطـ ـائـ ـفة العلوية.
وبحسب المعلومات، فإن هذه الخطط تُنفذ عبر تنسيق خفي بين الاستخبارات التركية وبعض المجموعات المسلحة المنضوية شكلياً ضمن وزارة الدفاع لدى سلطة دمشق، ما يشير إلى تداخل خطير بين عناصر السلطة وبعض الجهات الخارجة عن سيطرته بالكامل.
تفاصيل المخطط: تصفيات طائفية وتوظيف طلاب الكلية البحرية
المصادر أكدت أن تركيا تسعى لاستغلال الأزمة السورية المتفاقمة لتنفيذ أجندة جيوسياسية طويلة الأمد، تقوم على اختراق النسيج الاجتماعي السوري وخلق اشتباكات داخلية تتيح لها التدخل لاحقاً تحت ذرائع إنسانية أو أمنية.
وتتمحور الخطة، بحسب ذات المصادر، حول تجنيد شباب من أبناء الطائفة السنية، وتحديداً من محافظتي بانياس وجبلة، والذين يتم تدريبهم حالياً ضمن الكلية البحرية، من أجل الزج بهم في عمليات تصفية موجهة ضد قرى تركمانية في ريفي صافيتا واللاذقية.
الهدف من هذه العمليات، وفقاً للمصادر، هو إظهار هؤلاء الشبان – الذين يرتدون الزي العسكري التابع للنظام السابق – على أنهم فلول للنظام السابق والعلويين في عمليات التطهير العرقي ضد التركمان، وبالتالي إثارة الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي ضد أبناء الطائفة العلوية.
مرحلة ثانية: قتل المنفذين والتصعيد الممنهج
وبحسب التسريبات، لن يكتفي المخطط بتنفيذ المجازر المصطنعة، بل سيتم لاحقاً تصفية الشبان السنة أنفسهم الذين نُفّذت بهم العمليات، وذلك بهدف إغلاق الدائرة وخلق مشهد دموي متكامل يُحمّل فلول النظام السابق والعلويين مسؤولية مزدوجة: مجازر ضد التركمان وتصفيات ضد السنة.
هذا السيناريو الممنهج من شأنه أن يشعل فتيل صراع طائفي واسع في الساحل السوري، ما يفتح الباب أمام تدخل تركي مباشر بذريعة حماية قرى التركمان، خاصة في ظل الخطاب السياسي والإعلامي التركي المتكرر حول ضرورة حماية “الأقليات التركية” خارج الحدود.
الهدف النهائي: موطئ قدم تركي في الساحل السوري
تحليل المعطيات يشير إلى أن تركيا تحاول التمدد جغرافياً إلى عمق المناطق العلوية المحصنة تاريخياً، بعد أن نجحت في تحقيق نفوذ واسع في الشمال السوري. ويبدو أن أجهزة الاستخبارات التركية تراهن على إعادة إنتاج سيناريوهات مشابهة لتدخلها في إدلب وجرابلس وعفرين، ولكن هذه المرة تحت راية “حماية التركمان”.
ويُعتقد أن هذه المخططات تتم بتواطؤ مباشر من أطراف داخلية نافذة في الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لسلطة دمشق، بعضها يسعى لتصفية حسابات داخلية أو كسب نفوذ موازٍ خارج القنوات الرسمية.
وفي ضوء هذه المعطيات، يحذّر مراقبون من الانزلاق نحو صراع أهلي طائفي في الساحل السوري قد يكون الأكثر خطورة منذ اندلاع النزاع في 2011، لا سيما إذا تم استغلال التركيبة السكانية المعقدة والاحتقان المتراكم في المنطقة.
وتدعو الأطراف الوطنية والعقلاء في جميع المكونات إلى التحلي بالوعي ورفض الانجرار وراء روايات مشبوهة أو استفزازات ميدانية قد تُفتعل في أي لحظة، محذرين من أن الهدف الحقيقي هو تقسيم سوريا وإعادة رسم حدود النفوذ على أنقاض الدم السوري.