أفاد بسام إسحاق، الرئيس المشترك لممثلية مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) في واشنطن، أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا إجراء تكتيكي، مع الإبقاء على الولايات المتحدة 400 جندي هناك، مشيراً إلى أن الأخيرة ستبني قاعدتين جديدتين في سوريا، إحداها قرب حدود العراق.
وقال إسحاق، لشبكة رووداو الإعلامية، الإثنين (21 نيسان 2025): “بالتأكيد نحن في مرحلة انتقالية. من البداية كانت الولايات المتحدة تقول أن وجودها سيكون مؤقتاً في المنطقة، ولكنها كانت ملتزمة بأن تكون متواجدة إلى أن يكون هناك حل بالتوافق بين قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية من جهة والحكومة في دمشق. كان هذا الموقف عندما كان بشار الأسد في السلطة، ولكن لم تكن هناك إمكانية للتوصل إلى توافق بين الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية مع نظام الأسد”.
وأضاف: “اليوم قد تغير الواقع في دمشق، فهناك إمكانية للتوصل إلى توافق بين قسد والإدارة الجديدة في دمشق، وهناك اليوم حوارات بين لجان من كلا الطرفين، وبالتالي نحن ذاهبون إلى تعاون مشترك بين الطرفين. والولايات المتحدة تريد أن تشجع هذا الشيء”.
وفيما يتعلق بالتحركات العسكرية الأميركية الأخيرة، أوضح إسحاق: “الانسحاب هو انسحاب تكتيكي، والدافع له هو بطلب من الرئيس ترمب من وزارة الدفاع الأميركية بتخفيض عدد القوات الأميركية في العالم. والموضوع ليس له علاقة فقط بسوريا، ولكنه سياسة أميركية شاملة”.
وحول مواقع التمركز الجديدة للقوات الأميركية، أفاد: “القاعدة ستكون في الشمال السوري قرب سد تشرين، وسيكون هناك أيضاً قاعدة موجودة قرب الحدود العراقية السورية في الجنوب الشرقي قرب دير الزور. وهو تغيير للمواقع”.
وشدد إسحاق على أن مسألة تخفيض القوات كان مطروقاً “حتى قبل فوز ترمب واستلامه السلطة في واشنطن، فالموضوع ليس جديداً على الإطلاق”.
وأكد على الالتزام الأميركي قائلاً: “الولايات المتحدة ملتزمة وهناك تشريع من الكونغرس الأميركي بأنه لا يجوز تخفيض عدد القوات الأميركية في سوريا ما دون الـ 400، أي أنه تخفيض تدريجي ولكن يتوقف عند حد الـ 400 جندي”.
وأشار إلى الأبعاد الإستراتيجية للوجود الأميركي قائلاً: “الولايات المتحدة اليوم لها مصالح جيوسياسية في المنطقة، الموضوع لا يتعلق فقط بقسد والإدارة الجديدة في دمشق، ولكن يتجاوزه إلى الأمن الإقليمي في المنطقة. ولذلك في الوقت الحاضر لن يكون هناك إلغاء تام للتواجد العسكري الأميركي في سوريا”.
وكشف إسحاق عن طبيعة المفاوضات الجارية قائلاً: “المفاوضات الجارية على الأمور اللوجستية لها علاقة بكيفية دمج مؤسسات الإدارة الذاتية في الشمال الشرقي مع مؤسسات الدولة الجديدة، وأيضاً نفس الشيء ينطبق على الموضوع العسكري، كيف سيكون تفاصيل دمج قوات سوريا الديمقراطية مع وزارة الدفاع في دمشق”.
القيادي في مسد، تابع بشأن الهدنة مع تركيا: “بالتأكيد عندما يكون هناك حوار والتزام بالوصول إلى حلول فقط عبر الحوار، وهي إرادة ورغبة سورية ودولية، فإن هذا شيء إيجابي كنا نطالب به على مدى سنوات لأن يكون هناك حوار مع الدولة التركية ليؤدي إلى وقف [التدخل] التركي”.