الأخبار سوريا

بعد تلـ ـقيه أمـ ـوالاً طـ ـائلة.. البلعوس ينـ ـفـ ـذ الأجـ ـندات التركية في السويداء بعد جرمانا

تشهد محافظة السويداء تصـ ـاعداً في التـ ـوتـ ـرات الأمـ ـنـ ـية والسيـ ـاسية، وسط تحـ ـركـ ـات يقـ ـودهـ ـا ليث البلعوس قـ ـائـ ـد فصـ ـيل حـ ـركة رجـ ـال الكرامة بالتعاون مع وزارة الداخلية لدى سلـ ـطة دمشق، في خطوة أثـ ـارت تسـ ـاؤلات حول دور الاستخـ ـبـ ـارات التركية في المشهد الحالي، وخاصةً فيما يتعلق بقـ ـيـ ـادة البلعوس لهذه التـ ـحـ ـركـ ـات في المناطق التي يقطنها الدورز.

جرمانا.. البداية لتطبيق الأجندات التركية

ووفقًا لمصادر مطلعة، كانت جرمانا أول منطقة شهدت تنفيذ الأجندات التركية في مناطق الدروز، حيث بدأت الاستخبارات التركية (MİT) عبر البلعوس بترسيخ نفوذها، مستغلةً موقع المدينة القريب من دمشق وحساسيتها داخل الطائفة الدرزية.

وتشير المصادر إلى أن دخول جهاز “الأمن العام” التابع لسلطة دمشق إلى جرمانا جاء بعد اتفاق بين محمد بيرم، أحد مسؤولي الجهاز، وليث البلعوس، قائد “حركة رجال الكرامة”، حيث تم نشر قوات الأمن العام في المدينة وتمركزها في مواقع استراتيجية، مثل مركز الشرطة، ضمن خطة مدروسة تهدف إلى توسيع الهيمنة تدريجيًا على مناطق الدروز.

كما قامت الاستخبارات التركية بإقناع البلعوس بأن تحريك الأوضاع في جرمانا يخدم مشروع تقسيم الجنوب السوري، ما دفعه إلى التنسيق الوثيق مع الأمن العام هناك، قبل أن ينقل نفس النموذج إلى السويداء، متجاهلًا زعيم الطائفة الشيخ حكمت الهجري والمجلس العسكري في المحافظة.

نقل المخطط التركي إلى السويداء

وبعد نجاح تنفيذ المخطط التركي في جرمانا، انتقل البلعوس لتطبيق نفس الاستراتيجية في السويداء، حيث أعلنت “حركة رجال الكرامة” عن تفعيل “قوى الأمن العام” في المحافظة بالتعاون مع وزارة الداخلية لدى سلطة دمشق، مؤكدةً أن هذه الخطوة جاءت نتيجة تنسيق مشترك بين الحركة، و”مضافة الكرامة”، و”تجمع أحرار جبل العرب” من جهة، ووزارة الداخلية لدى سلطة دمشق من جهة أخرى.

وأدعت الحركة أن مهام “الأمن العام” تهدف إلى ضبط الوضع الأمني في السويداء ومحاربة الجريمة والمخدرات، مشيرةً إلى أن كوادر محلية من أبناء المحافظة تتولى قيادته بدعم لوجستي من وزارة الداخلية.

تمويل تركي لتجنيد الشباب الدروز

المعلومات المتداولة تشير إلى أن ليث البلعوس تلقى تمويلاً كبيراً من هيئة تحرير الشام والاستخبارات التركية، بهدف تجنيد شباب دروز في جرمانا والسويداء وفق المخطط التركي، إضافةً إلى نقل شبان دروز من إدلب إلى جنوب سوريا، خصوصًا من قرى جبل السماق، كوكو، عين الجاج، كفتين، معارة الإخوان، عبريتا، كفر كيلا، جدعين، والدوير، حيث يشكل الدروز غالبية السكان.

هذه التحركات تطرح تساؤلات حول أهداف تركيا من دعم البلعوس، وتأثير ذلك على مستقبل الطائفة الدرزية في سوريا، وسط مخاوف من استغلال الشباب الدروز في أجندات إقليمية لا تصب في مصلحتهم.

مظاهرات في السويداء تأييدًا للشيخ حكمت الهجري

وفي سياق متصل، شهدت ساحة الكرامة في السويداء، اليوم الخميس، مظاهرة مناهضة لسلطة دمشق، استجابةً لدعوات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وهتف المتظاهرون تأييدًا للزعيم الروحي للموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، بشعارات مثل: “بالروح بالدم نفديك أبو سلمان”، ورفعوا صوره خلال التظاهرة، وفق ما أفاد مراسل “السويداء 24”.

كما قام المحتجون بإنزال العلم السوري الأخضر ورفع علم الدروز على مبنى المحافظة، بالإضافة إلى طرد المحافظ الجديد الذي عينته سلطة دمشق، حسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.

هذه التطورات تعكس حالة الغليان التي تشهدها السويداء، وسط صراع النفوذ بين مختلف القوى المحلية والإقليمية، ما قد يفتح الباب أمام مزيد من التعقيد في المشهد السوري.

مشاركة المقال عبر