تشهد سوريا تصـ ـاعداً حـ ـاداً في عمـ ـليات التصـ ـفية والجـ ـرائـ ـم الجـ ـنائـ ـية، حيث باتت البلاد مسـ ـرحاً لعمـ ـليات اغتـ ـيـ ـال وانـ ـتقـ ـام ممنـ ـهج، وسط غيـ ـاب واضح للسـ ـلطة الأمـ ـنـ ـية وانتشار الفـ ـوضـ ـى المـ ـسـ ـلحة. وسجلت الأيام الماضية عدة عمـ ـلـ ـيات قتـ ـل في ظـ ـروف غـ ـامـ ـضة، شملت تصـ ـفـ ـيات على الهـ ـوية وعمـ ـلـ ـيات انتـ ـقـ ـامية في مناطق متفرقة من البلاد.
هجوم على مصلين في حيالين بريف حماة
وفي أحدث فصول العنف، أطلق مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية النار على المصلين في بلدة حيالين بريف حماة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة، وسط حالة من الذعر بين سكان البلدة.
وتأتي هذه الجريمة في سياق تدهور أمني غير مسبوق تشهده المنطقة، في ظل تزايد عمليات الاستهداف العشوائي والتصفيات على الهوية، دون أي تحرك يذكر من الجهات الأمنية المسؤولة.
مقتل تاجرين في ظروف غامضة في تل سكين
وفي حادثة أخرى، عُثر على جثتي شخصين من محافظة إدلب يعملان في تجارة الكمون، مقتولين في قرية تل سكين بريف حماة، وسط غموض حول هوية الفاعلين.
وأثارت هذه الحادثة حالة من القلق بين الأهالي، الذين يخشون من أن تكون الجريمة جزءًا من سلسلة من عمليات التصفية الممنهجة التي تستهدف مدنيين على أساس انتماءاتهم الجغرافية، خاصة في ظل تصاعد حوادث القتل ضد الوافدين إلى المنطقة من محافظات أخرى.
حصيلة ثقيلة للتصفيات والانتقام منذ بداية 2025
ومنذ مطلع عام 2025، بلغ عدد عمليات التصفية والسلوكيات الانتقامية في مختلف المحافظات السورية 175 عملية، أسفرت عن مقتل 411 شخصاً، بينهم: 402 رجل و6 سيدات و3 أطفال.
ويشير هذا الرقم إلى ارتفاع ملحوظ في وتيرة الجرائم ذات الطابع الانتقامي، التي تستهدف في كثير من الأحيان أفرادًا بناءً على خلفياتهم السياسية أو الاجتماعية، في ظل استمرار عدم قدرة السلطة الجديدة في دمشق على ضبط الأمن وتغاضيها عن جرائم بعض الجرائم التي ترتكبها عناصر محسوبة عليها.
اغتيالات في درعا وجرائم غامضة في الزملة
وفي محافظة درعا، لقي شاب مصرعه بعد إطلاق النار عليه مباشرة من قبل مسلحين مجهولين يستقلون سيارة من نوع “هايلوكس” على طريق الهوية في منطقة اللجاة، فيما لم يتم التعرف على هوية الفاعلين حتى الآن.
أما في منطقة الزملة جنوب البلاد، فقد عُثر على جثة شخص كان قد فقد قبل 10 أيام، دون معرفة ملابسات الجريمة أو أسباب استهدافه.
ارتفاع مقلق في معدلات الجرائم الجنائية
بالتزامن مع تصاعد عمليات التصفية والاغتيالات السياسية، سجلت سوريا منذ شباط الماضي 36 جريمة جنائية، راح ضحيتها 41 شخصاً، بينهم: 33 رجلاً و7 سيدات.
ويرى مراقبون أن الارتفاع الحاد في معدلات الجريمة يعكس حالة الانفلات الأمني في سوريا، حيث باتت عمليات القتل والانتقام جزءاً من المشهد اليومي، مما يجعل المدنيين الضحية الأولى في ظل هذه الفوضى المستمرة.
غياب الردع واستمرار الفوضى الأمنية
وتعكس هذه الأحداث حالة التفكك الأمني الخطير الذي تعيشه سوريا، حيث باتت التصفيات الجسدية وأعمال القتل العشوائي وسيلة لحسم الخلافات السياسية والاقتصادية وحتى الشخصية، دون أي إجراءات واضحة للحد من تصاعد أعمال العنف والجريمة.
وبينما يتزايد عدد الضحايا يوماً بعد يوم، يظل السؤال المطروح: إلى متى ستستمر هذه الجرائم دون محاسبة؟