تركيا

عين تركيا على ذهب ويـ ـورانيـ ـوم النيجر… ووقودها مـ ـرتـ ـزقة سوريون

حاولت تركيا على مدى سنوات إخفاء نواياها وأطمـ ـاعها التوسـ ـعية في القارة الأفريقية بستار من الشعارات الإنسانية، وغالباً بشعار الديـ ـن (الإسـ ـلامي) المشترك بينها وبين العديد من دول أفريقيا، كما فعل أسلافها العثمانيين قبل قرون حين اجـ ـتاحوا المنطقة.

إلا أن تركيا مثلها مثل جميع الأنظـ ـمة التوسـ ـعية لن تستطيع التكتم طويلاً على نوايـ ـاها وأطمـ ـاعها الحقيقية، كما فعل أردوغان حين صرح بداية شهر آب الفائت أن “أن النيجر أوقفت تصدير الذهب واليـ ـورانيـ ـوم إلى فرنسا”، في تلميح واضح إلى أن عين تركيا على الذهب واليـ ـورانـ ـيوم.

في الفترة الأخيرة تصدرت أخبار إقدام تركيا على إرسال الآلاف من المرتزقة السوريين إلى النيجر للقتال إلى جانب قوات المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم، خلال انقلاب في تموز 2023 بدعم ومساندة من مرتزقة فاغنر الروسية.

إلا أنها ليست هذه المرة الأولى التي ترسل فيها تركيا مرتزقة سوريين للقتال خارج بلدهم. فقد أشارت تقارير عدة لمنظمات وهيئات دولية بينها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وتقارير صحفية إلى انخراط مقاتلين سوريين في معارك تحت قيادة القوات التركية في ليبيا ومنطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان.

لكن الدفعات التي أرسلتها تركيا إلى النيجر يبدو أنها الأكبر، ولا تقتصر مهامها على حماية بعض المصالح التركية كما تدعي السلطات التركية، حيث كشفت وسائل إعلام أن المسلحين السوريين ينخرطون في معارك قتالية على المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، تحت قيادة عسكرية روسية، بينما يتغاضى المرتزقة السوريين عن هذا التقارب التركي الروسي التركي، رغم أنهم يعتبرون أنفسهم معارضين للحكومة السورية، ومعروف الدور الروسي الداعم للحكومة السورية.

وسائل إعلام كشفت أن هدف تركيا الرئيسي من التدخل في النيجر هو السيطرة على مناجم الذهب، وكذلك اليورانيوم. بالإضافة إلى مكاسب سياسية تتعلق بملء الفراغ الذي تركته كل من فرنسا وأمريكا في النيجر، وبالتالي حصول تركيا على ورقة ضغط في تعاملها أمريكا والغرب والتلويح دائماً بالتقارب مع روسيا.

واكتشفت رواسب ذهب بكميات تجارية كبيرة في النيجر اعتباراً من عام 2004، مما دفع بالعديد من شركات التعدين الدولية للتوجه إلى النيجر.

كما تمتلك النيجر حوالي 5 بالمئة من إنتاج اليورانيوم في العالم، وتحتل المرتبة العاشرة بين أكبر مصدري الوقود النووي، وفقا للرابطة النووية العالمية.

وتسعى تركيا، إلى تأمين إمدادات اليورانيوم لمفاعل “أكويو” الواقع على البحر المتوسط، وهو أول محطة طاقة نووية في البلاد، والتي تبنيها شركة “روس آتوم” الروسية المملوكة للدولة، فضلا عن منشأتين أخريين يتم التخطيط لإنشائهما.

وتعمل على تركيا على توسيع نفوذها في البلدان الأفريقية بما فيها النيجر عبر عدة سبل، بداية من إطلاق قنوات تلفزيونية إلى بيع طائرات مسيّرة وتوفير محطات كهرباء متنقلة على السفن البحرية، وأخيراً إرسال قوات عسكرية إلى تلك البلاد.

إلا أن تركيا لا ترسل جنود جيشها ولا حتى المواطنين الأتراك بل تعتمد بشكل رئيسي على المرتزقة السوريين، والذين هم بالأساس عناصر فصائل منضوية تحت سقف ما يسمى بالجيش الوطني السوري الذي تدعمه تركيا. وتحقق حكومة أردوغان بذلك جملة مكاسب، منها الحصول على “دماء رخيصة” من خارج البلاد، والأهم هو تخفيف الضغط المتصاعد داخلياً ضد حكومة حزب العدالة والتنمية سواء لجهة الأوضاع الاقتصادية المتردية أو لتصاعد رفض المعارضة والأوساط الشعبية للعمليات التركية خارج البلاد خاصة في سوريا والعراق.

وتجري عمليات التجنيد عبر المخابرات التركية وكذلك شركة سادت الأمنية، وبالتعاون مع قادات الفصائل السورية المسلحة، مستغلة الظروف المعيشية في مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها القوات التركية.

 

 

 

مشاركة المقال عبر