الأخبار سوريا

تفاهمات خطيرة بين المخابرات التركية والسورية فما هي، ولماذا وجهت تركيا الفصائل لاستهداف القوات الروسية؟

توصلت أجهزة الأمن والاستخبارات التركية والسورية إلى تفاهمات خطيرة برعاية روسية بشأن جملة قضايا أمنية تطال مصير المعارضة والفصائل المسلحة السورية.

نقلت مصادر لفوكس بريس أن أجهزة الأمن والاستخبارات التركية والسورية عقدت خلال الفترة الماضية سلسلة لقاءات واجتماعات برعاية روسية في قاعدة حمميم العسكرية الروسية.

وذكرت المصادر أن اللقاءات تمحورت حول التوصل إلى تفاهمات أمنية ووضع استراتيجيات طويلة الأمد بين تركيا والحكومة السورية تمهيداً للتوصل إلى اتفاق سياسي بين الجانبين.

وبحسب المصادر فإن الجانب التركي منح الحكومة السورية جملة ضمانات أمنية تتضمن انسحاب الجيش التركي من المناطق التي يسيطر عليها في شمال سوريا على خطوات وعلى المدى البعيد.

ومن التفاهمات الخطيرة أيضاً والتي تطال مصير المعارضة السورية والفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا هي أن المخابرات التركية وافقت على منح المخابرات السورية كافة المعلومات حول الأشخاص والعناصر المقيمين في مناطق سيطرتها في مناطق عفرين والباب وتل أبيض ورأس العين. وتشمل المعلومات أيضاً أماكن تواجد قادة الفصائل وحساباتهم البنكية بالإضافة إلى أسماء الأشخاص الذين يتعاونون مع الفصائل في مناطق سيطرة الحكومة السورية.

كما تسمح المخابرات التركية أيضاً للمخابرات السورية بالاطلاع على رموز تشفير الاتصالات مما يسمح لها بالتصنت على الاتصالات الهاتفية ومراقبة حركة عناصر الفصائل بالتعاون شركات الاتصالات التركية مثل تورك سيل وتيليكوم.

وبحسب المصادر أيضاً فإن المخابرات التركية سهلت عبور ودخول عناصر المخابرات السورية إلى مناطق سيطرة القوات التركية عبر فتح معبر أبو الزندين، كما يمنح افتتاح المعابر في نفس الوقت فرصة للحكومة السورية للتبادل التجاري بالعملة الأجنبية.

ولا يقتصر التبادل الاستخباراتي على الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، بل أن المخابرات التركية سلمت المخابرات السورية أرشيف المعلومات الشخصية لأعضاء الائتلاف السوري.

وفي المقابل أن روسيا والحكومة السورية وعدت تركيا بتحقيق جملة ضمانات أمنية منها إبعاد قوات سوريا الديمقراطية من مناطق الحدود التركية السورية، ومنحها معلومات استخباراتية حول مراكز ومقرات قسد في كل من حلب والحسكة وباقي المناطق التي تنتشر فيها.

وكمحصلة لسلسلة اللقاءات والاجتماعات التي جمعت أجهزة الأمن والاستخبارات التركية والسورية تم التوصل إلى جملة تفاهمات منها:

– التنسيق الأمني والعسكري بين الجانبين.

– تبادل المعتقلين بين الطرفين.

– فتح باب التواصل الأمني والعسكري على الأراضي السورية والتركية.

– ترجمة هذه التفاهمات إلى اتفاقيات سياسية.

ويرى مراقبون أن هذه التفاهمات تضع مصير المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري والموالية لتركيا على المحك. وهذا ما بدأت تستشعر به الفصائل المسلحة وكذلك أهالي مناطق الشمال السوري على السواء.

ففي الوقت الذي تجددت التظاهرات الشعبية المناوئة لافتتاح معبر أبو الزندين وتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا كما حدث يوم أمس في مدينة عفرين. فإن تركيا نفسها بدأت بالالتفاف حول هذه التفاهمات، حيث أفادت معلومات استخباراتية وصلت إلى المخابرات الروسية تفيد بعزم فصائل موالية لتركيا على استهداف النقاط العسكرية الروسية في محافظة حلب.

وبحسب المعلومات فإن قيادة القوات الروسية العاملة مع فرع أمن الدولة 322 في حلب، أبلغت قيادة الفرع على عزم الفصائل الموالية لتركيا على استهداف نقاط القوات الروسية في محافظة حلب عبر السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، ما حمل الفرع على تشديد الإجراءات الأمنية وزيادة عدد العناصر لحماية مقرات القوات الروسية في محافظة حلب.

وفي الوقت الذي تقدم فيه تركيا تنازلات وصفقات للمخابرات السورية والروسية على حساب المعارضة وفصائلها المسلحة، فإنها تراوغ أيضاً في موضوع الانسحاب وتوجه الفصائل الموالية لها لاستهداف القوات الروسية وقوات الحكومة السورية.

مشاركة المقال عبر