شهدت مدينة منبج خلال الشهرين الماضيين أكثر من سبعة تفـ ـجـ ـيـ ـرات دامـ ـيـ ـة أودت بحـ ـيـ ـاة أكثر من 30 مدنيًا وأصـ ـابت أكثر من 40 آخرين، وجميع الضـ ـحـ ـايا من المدنيين. وعلى الرغم من أن المدينة تخـ ـضع بالكامل لسيـ ـطرة فصـ ـائل “الجيـ ـش الوطني” المـ ـوالـ ـية لتركيا منذ شهرين، إلا أن هذه الفصـ ـائل سارعت إلى اتـ ـهـ ـام قوات سوريا الديمقراطية بالوقـ ـوف وراء التـ ـفجيـ ـرات، في محـ ـاولة واضحة للتغـ ـطية على الفـ ـاعل الحقيقي وصرف الأنظار عن الانتهـ ـاكـ ـات التي ترتـ ـكبـ ـها تلك الفصـ ـائل بحـ ـق سكان المدينة.
تفجير الثالث من شباط الأكثر دموية
كان يوم الثالث من شباط الجاري أحد أكثر الأيام دموية في منبج، حيث انفجرت سيارة مفخخة قرب مركبة تقل عاملات في مجال الزراعة، ما أدى إلى مقتل 20 امرأة على الأقل وإصابة نحو 20 أخريات بجروح خطيرة.
كيف وصلت السيارات المفخخة إلى منبج؟
وتخضع مدينة منبج بالكامل لسيطرة فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا منذ شهرين، وتبعد عشرات الكيلومترات عن أقرب نقطة لقوات سوريا الديمقراطية، كما أن مداخل المدينة محاطة بعشرات الحواجز العسكرية التابعة لفصائل الجيش الوطني، فكيف يمكن لسيارات مفخخة أن تخترق كل هذه الحواجز دون أن يتم كشفها؟!
دور الطيران التركي في استحالة الاتهامات
إضافة إلى سيطرة فصائل الجيش الوطني على المدينة، فإن الطيران الحربي والمسيّر التركي لا يفارق أجواء المنطقة، ويقوم بشكل متكرر بشن غارات تستهدف مواقع قوات سوريا الديمقراطية. فكيف يمكن إدخال سيارات مفخخة من تلك المناطق إلى عمق منبج دون أن يتم رصدها أو اعتراضها من قبل الطائرات التركية؟
تركيا والجيش الوطني: تحريض ممنهج للتغطية على الجرائم
إن الهدف الأساسي من هذه التفجيرات هو خلق الذريعة للتحريض ضد قوات سوريا الديمقراطية، وتحميلها مسؤولية الفوضى الأمنية التي تعاني منها منبج، رغم أن المسؤولية الكاملة تقع على الفصائل التي تسيطر على المدينة. كما أن هذه التفجيرات تأتي في سياق محاولة صرف الأنظار عن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الفصائل المسلحة، بما في ذلك عمليات السرقة، النهب، الاختطاف، وفرض الإتاوات على السكان وعدم تقديم الخدمات، حيث تعاني المدينة من انعدام الماء والكهرباء منذ شهرين فضلاً عن انعدام الخدمات الأخرى.
دور الاستخبارات التركية في تفجير الثالث من شباط
ووفقاً لمصادر موثوقة مقربة من فصائل الجيش الوطني في منبج، فقد كانت الاستخبارات التركية قد خططت لهذا التفجير في الأول من شباط، حيث كان من المقرر أن يتم استهداف السوق المركزي في المدينة، إلا أن اكتشاف بعض التفاصيل حول المخطط أدى إلى تغييره، ليتم تفخيخ سيارة وتفجيرها بسيارة تقل عاملات في قطاع الزراعة على طريق الجزيرة، بهدف تأليب الرأي العام ضد قوات سوريا الديمقراطية.
المتورطون في التفجير
وبحسب ما كشفت عنه المصادر، فأن المدعو وليد الجاسم المعروف باسم “سيف العمشات”، هو أحد العناصر المنفذة للتفجير.
إن استمرار هذه الهجمات، مع الاتهامات الباطلة لقوات سوريا الديمقراطية، يعكس بوضوح سياسة زعزعة الاستقرار المتعمدة من قبل الاستخبارات التركية والفصائل الموالية لها، والتي تهدف إلى ضرب أمن واستقرار منبج، وتوظيف التفجيرات كأداة سياسية لخدمة أجنداتها في المنطقة.