أحمد خليل
في السابع من الشهر الحالي خرج سكان حي التضامن في العاصمة دمشق في احتجـ ـاجـ ـات شعبية غـ ـاضـ ـبة عقب صـ ـلاة الجمعة، وذلك على خلفية ظهور فادي صقر، القـ ـائد السابق في ميـ ـليـ ـشيا “الدفـ ـاع الوطني”، في المنطقة قبل يوم واحد أي يوم الخميس في السادس من الشهر الحالي وسط حمـ ـاية أمـ ـنـ ـية مشـ ـددة، رافعين شعارات تطالب بمحـ ـاسـ ـبته وصون دمـ ـاء شهـ ـدائـ ـهم كي لا تذهـ ـب هـ ـدراً.
صقر بحسب مصادر إعلامية ظهر في حي التضامن تزامناً مع الحملة التي تشنها قوى الأمن العام، كوسيط بين مسلحي فلول النظام والدولة السورية من أجل تسليم السلاح ودخول المنطقة. وقد تم الاجتماع في معهد الخطيب الواقع في منتصف شارع نسرين وبحضور قرابة 70 شخصا من وجهاء الحي .
لكن الأهالي اعتبروا أن دخول فادي إلى حي التضامن إهانة لكل أهالي الشهداء وأبناء المنطقة وأن محاسبة المجرم مطلب شعبي وليس منة أو فضل وتركه على هذا الحال وقيامه بالدخول للمنطقة أمر مخزي ومهين. وخاصة أن إمام جامع حي التضامن الشيخ أحمد أبو معاذ تم اعتقاله وقتله من قبل مجموعات الدفاع الوطني بقيادة فادي صقر.
وأعربوا عن استيائهم الشديد من تواجده، معتبرين ذلك استفزازًا لهم، خاصة وأن العديد من أبناء الحي كانوا ضحايا لانتهاكات ارتكبتها قوات الدفاع الوطني التي كان صقر أحد أبرز قادتها وطالب المحتجون بمحاسبته ومنع إعادة دمج شخصيات متورطة في انتهاكات سابقة، مؤكدين رفضهم لأي محاولات لعودتهم إلى المشهد الأمني.
وتقول وسائل اعلام محلية بأنه أجرى تسوية مع السلطات الجديدة بعد سقوط نظام الأسد.
فمن هو فادي صقر؟
فادي صقر من محافظة اللاذقية هو من مؤسسي الدفاع الوطني الذي ساند النظام المخلوع والمتهم اليوم بأنه أحد أبرز المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب وقتل جماعية في جنوب دمشق والغوطة الشرقية ومسؤول عن عمليات اعتقال وتغييب قسري لآلاف المدنيين إضافة إلى مشاركته في حصار مخيم اليرموك كما كان مشاركاً رئيسياً في مجزرة التضامن الشهيرة وكان له دور كبير في تجويع أهالي مخيم اليرموك وكان يحقق أرباحاً ضخمة من بيع المواد التي تدخل إلى الغوطة عبر الأنفاق.
وصل صقر إلى شارع نسرين في حي التضامن واجتمع مع عدد من وجهاء المنطقة وقيل أنه أجرى تسوية عبر وساطة من شخصية نافذة في القصر الجمهوري بالتزامن مع حملة أمنية مكثفة في المنطقة ما زاد من حدة الاحتقان بين الأهالي الأمر الذي دفعهم للخروج بمظاهرات احتجاجية تندد بدخوله إلى الحي بحماية الأمن السوري فمطلب السوريين الملح اليوم من السلطة الانتقالية في سوريا قبل أي شيء هو تحقيق العدالة لضحايا جرائم نظام الأسد والقصاص من قائد قوات الدفاع المدني في عهد النظام المخلوع فادي صقر.
أيضا طالب ناشطون وحقوقيون بتوقيف فادي صقر ومحاسبته وإجراء تحقيق شامل عن الجرائم التي ارتكبها ضد المدنيين وتقديمه للمحاكمة كجزء من تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا.
معتبرين أن فادي صقر قائد مليشيا الدفاع الوطني هو مجرم حرب و المسؤول الأول عن المجازر التي ارتكبت بحق أهالي وأبناء مخيم اليرموك والتضامن وجنوب دمشق من خلال الاعتقالات والتصفيات والاعدامات الميدانية.
لكن في الجهة الأخرى نفى فادي صقر جميع الاتهامات ضده وضد قواته في الدفاع الوطني مدعياً بأن كل المجازر والانتهاكات كانت بأمر من الأمن العسكري وتحديداً فرع المنطقة 227.
وبحسب المعلومات أن الجهة التي حمت محمد حمشو هي ذات الجهة اللتي أعطت حصانة لفادي صقر.
والسؤال ما هو الثمن الذي تم دفعه ليتم حمايته ؟
إذا كانت حماية حمشو بحجة الاقتصاد فما هو سبب حماية مرتكب مجزرة التضامن..؟
وقد تم فرز عناصر من الأمن العام لحماية فادي صقر لكنه رفض خوفاً من أن يتم اغتياله من قبل أحدهم لذلك اعتمد على عناصره السابقين لحمايته.
ويؤكد السوريون أنه لا حماية لأحد لأن كل الدولة هي موظفة لخدمة الشعب من الرئيس حتى أصغر موظف فيها وليس العكس .. فزمان حكم البعث ولى منذ 2011 و انكسر القيد وسقطت سياسة تكميم الأفواه والأقلام .. لا حماية لا لحمشو ولا لصقر ولا لغيرهم.
ويتسائل كثيرون اليوم أنه لماذا يتم إطلاق سراح المجرمين وبكل وقاحة يدخل صقر إلى حي التضامن الذي ارتكب فيه المجزرة بينما يجب أن يكون مكان هكذا مجرم هو السجن والمحكمة العلنية شأنه شأن كل رموز الإجرام.
هل لتتأكد الحكومة الجديدة من أن الشعب تم تدجينه وسكت عن ثأره أم لماذا !؟
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق أو تصريح رسمي من الحكومة السورية المؤقتة حول ملابسات الأمر والجدل الذي أثارته أنباء ظهور فادي صقر في حي التضامن .وكيف له أن يدخل حي التضامن بكل حرية و أريحية خاصة أن هذه المنطقة شهد أهلها وسكانها وأحجارها وترابها على إجرامه.
وعندما انطلقت الإشاعات عن أن فادي صقر أجرى تسوية ودفع مبالغ نقدية ليحصل على حريته وأمانه.. أكد المتظاهرون والناشطون أنه لا تسوية مهما بلغت قيمتها المالية تساوي عند أم أو أخت أو ابنة شهيد نقطة من دم هذا الشهيد .. فالمواطنون السوريون الغاضبون الذين خرجوا بحي التضامن ونحن من خلفهم كسوريين لن نسامحكم على كل مجرم أجريتم له تسوية فهذا الأمر ليس من حقكم .. هذا حق الشعب كله فتوثيق فيديوهات الناس التي خرجت بحي التضامن وهي تسأل لماذا !!!؟ .. و كيف ؟؟؟ .. تؤكد أن هذا المجرم أخذ أطفالنا الرضع وقتلهم ودفنهم أحياء .. كيف نسامح وكيف نفهم هكذا تسويات وتحت أي بند !!؟
وقال البعض “اذا القصة صارت تسويات مالية على حساب دم الشهداء .. فخلينا نعمل تسوية بالمرة مع بشار الاسد معو مصاري كتيرررررر !! ”
وعندما يرى الشعب هذا المجرم وأمثاله أحرار وينعمون بالأمان .. ولا يوجد أي تفسير من الحكومة والجهات الأمنية و وزارة الداخلية والعدل ..كيف يكون شعور المواطن وكيف تكون رؤيته لمستقبل البلد !؟ خاصة عندما نعتقل عسكري مجند بخدمة إلزامية رمى سلاحه ورفض القتال ونقوم بحبسه في السجون على الرغم من الوعود التي قطعناها له بعدم التعرض له وأنه عفى الله عن ما مضى .. وبالمقابل نجد مجرماً غارقاً بدم الشعب نجري له تسوية ونمنحه الأمان ..
فنحن هنا حرفياً نطلق الرصاص على جسد العدالة .. وإذا العدالة ماتت .. مات الوطن معها وماتت أحلام ملايين من السوريين بالداخل .. وماتت أماني ملايين غيرهم بالخارج ينتظرون أن تتحقق العدالة ليعودوا إلى الوطن ومن حق الشعب أن يصدق هذه الإشاعات ويطرح مليون تساؤل وتخوف عن المرحلة القادمة بمستقبل سوريا !
وقال المتظاهرون : نطالبكم بتحقيق العدالة .. نطالبكم بتنفيذ كلامكم حول لا تسوية مع المجرمين بحق الشعب السوري .. نطالبكم بالافراج عن كل عسكري ومجند بخدمة إلزامية وعدتموه بالعفو .. “ولا هدول ما معهم مصاري ليعملوا تسويات !!؟ ”
نطالبكم بتوضيح ما حدث من مصدر رسمي مسؤول لنقطع دابر الإشاعات .. أو أن تلقوا القبض على هذا المجرم وتضعوه بالمكان الذي يليق به وبأمثاله !
بينما نفت المصادر صحة الأنباء المتداولة حول شنّ حملة أمنية لجمع السلاح من عناصر النظام السابق غير المسوّين لأوضاعهم، مشيرةً إلى أن صقر يسعى إلى تأسيس فصيل مسلح جديد تحت رعاية السلطة الحالية، دون توفر معلومات مؤكدة حول أهداف هذا التشكيل أو توجهاته.
وقد قامت إدارة الأمن العام باعتقال المدعو “غدير السالم” القيادي في الدفاع الوطني سابقاً وأحد شركاء فادي صقر في حي التضامن في دمشق، وذلك عقب محاولة السالم استفزاز أهالي الحي خلال خروجهم في مظاهرة تستنكر إجراء تسويات للمتهمين بجرائم الحرب .و لا تأكيد حتى الآن لخبر اعتقال فادي صقر .
لكن ما يثير الجدل والاستغراب كثيراً أن البعض من أهالي حي التضامن قال أنه لا أحد في الحي أكد انه قد رأى فادي صقر فهذا يعني أن كل ما يحصل ويشاع عن عودة الشبيحة والمجرمين وتسوية أوضاعهم و قصة الرشاوي هو إشاعات لخلق فوضى في البلد .
وتأتي هذه التطورات وسط توتر شعبي متزايد، حيث تتزايد المطالبات بتحقيق العدالة وعدم السماح بإفلات المسؤولين عن الجرائم السابقة من المحاسبة.